تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الأربعاء 25/8/2004
خالد الأشهب
لا أدري كيف ولماذا لمعت الفكرة في رأسه, فقد اكتشف الرئيس جورج بوش أن ثمة علاقة تبادلية بين الديمقراطية وكرة القدم وبين أمن العراق وسلامه والأولمبياد الجاري في أثينا, ليطلق وعداً بحضور المباراة النهائية في الأولمبياد إذا كان المنتخب العراقي طرفاً فيها?

ومع أن القائمين على الحملة الانتخابية لمنافسه الديمقراطي جون كيري, اعترضوا على الاستغلال الجمهوري للأولمبياد في السباق إلى البيت الأبيض إلا أنهم لم يفلحوا في تفسير العلاقة التي اكتشفها الرئيس بوش ولم يشرحوها, وتركوا لنا أن نحتمل جملة تكهنات حول ما يمكن أن يساعد في الشرح والتفسير:‏

فلعل الرئيس بوش وجد أن هدير طائراته ودباباته وأزيز صواريخه ورصاصه, قد درب العراقيين على الجري السريع وأكسبهم مهارات الانعطاف والارتداد والتوقف في شوارع المدن العراقية وأزقتها, وهذه بعض مواصفات لاعبي كرة القدم البارعين, وان ذلك ربما يكون سبباً في وصول منتخبهم إلى المباراة النهائية!‏

أو لعل الرئيس بوش وبعد نجاحه في تجربة تمرير الديمقراطية والحقوق الإنسانية إلى العراق والعراقيين, والتي نشاهد مقاطع منها اليوم في النجف والفلوجة والرمادي, أعتقد أن رؤيته للكرة الأرضية وإحساسه تجاهها قد انتقلا إلى العراقيين وتوطنا في أذهانهم, وأن هؤلاء باتوا مثله, يرون العالم كرة قدم بين أرجلهم, يكفي أن يركلوها فتصيب الهدف... إذ لا فريق خصم ولا حارس مرمى ولا من يحزنون!!‏

والأرجح أن الرئيس بوش يعيد اكتشاف ذلك السلك الدقيق وغير المرئي, الواصل بين الدماغ والقدمين, والذي اكتشفه ذات يوم فناننا الكبير دريد لحام في أحد مسلسلاته الكوميدية, فأضحكنا على عكس ما فعل الرئيس بوش, الذي اعتقد أن قدمين عاريتين حرتين, ولو تحت (فلقة) الاحتلال تعنيان رأساً حرة أيضاً!!!‏

بالطبع, نتمنى للمنتخب العراقي الشقيق أن يصل المباراة النهائية في الأولمبياد, فربما يكون ذلك لمسة الفرح الوحيدة اليوم بين قسمات الوجه العراقي الدامي والحزين. غير أننا لا نستبعد أبداً - فيما لو حدث ذلك - أن يخرج الرئيس بوش إلى ناخبيه وأنصاره حينذاك, ليقول لهم إن ذلك كان واحداً من إنجازات الديمقراطية الأميركية في العراق, وان مثل هذا الفتح العلمي الجديد لابد أن يكون مدخلاً إلى التفكير بمنح الرئيس بوش جائزة نوبل في الكيمياء لقاء اكتشافه الفريد في تحويل الديمقراطية إلى كرة قدم?!‏

عندئذ, لن تبقى أمام الرئيس بوش سوى معضلة واحدة, هي أن يظهر أحد الخبثاء ليسأله: لماذا لم يتحول الفيتناميون والفلسطينيون والأفغان والصوماليون ويابانيو هيروشيما وناغازاكي, وغيرهم من الشعوب التي انعقدت فوق رؤوسها غيوم الديمقراطية الأميركية وأمطرت عليها بغزارة... لماذا لم يتحول أولئك جميعاً أو فرادى إلى أبطال أولمبيين كما العراقيين??‏

 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 30387
القراءات: 30383
القراءات: 30389
القراءات: 30386
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30383
القراءات: 30396
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30391
القراءات: 30388
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30386
القراءات: 30383
القراءات: 30382
القراءات: 30389
القراءات: 30382
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30394
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30387

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية