تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الأربعاء 25/8/2004
أحمد حمادة
يعد تراجع الإدارة الأميركية عن انتقاداتها السابقة لتوسيع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة تطوراً خطيراً, كونه يعطي حكومة الإرهابي شارون المزيد من الأضواء للمضي قدماً في تحديها لإرادة السلام ومواصلة عدوانها السافر ضد الشعب العربي الفلسطيني, وينسف أي ادعاء أميركي بالحرص على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والرغبة بحل مشكلاتها.

فبدلاً من أن تحاول هذه الإدارة الضغط على إسرائيل لوقف جرائمها ضد الشعب العربي الفلسطيني وإلزامها باحترام القانون الدولي وإجبارها على التوقف عن بناء المزيد من المستوطنات ذهبت بالاتجاه المعاكس, أي الإقرار بحاجة إسرائيل لهذا التوسع الاستيطاني بحجة ما أطلقت عليه ب¯(النمو الطبيعي) المزعوم متنكراً للنمو الفلسطيني فوق أرضه وترابه الوطني.‏

قد يقول البعض بأن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش هي بأمس الحاجة اليوم إلى أصوات الناخبين اليهود داخل الولايات المتحدة وأنها بحاجة إلى دعم اللوبي الصهيوني وشركاته ورموزه وأمواله وآلته الإعلامية الأخطبوطية وخصوصاً مع بدء العد التنازلي لانتخابات الرئاسة, ولذلك فهي تحابي إسرائيل وتعطيها الآن أكثر مما تتوقع هي نفسها منها, لكن السؤال الذي يلقي بظلاله على هذه الفرضية هو: متى كانت هذه الإدارة أكثر إنصافاً وعدلاً في تعاطيها مع كل قضايا الصراع العربي - الإسرائيلي?!‏

فهل طلبت يوماً من حكومة شارون أن تفكك المستوطنات وترحل سكانها لأنها غير شرعية ولا تنسجم حتى مع بنود (خارطة الطريق) التي أعدتها هي قبل غيرها?! وهل ضغطت مرة واحدة - وفي وقت لم تكن فيه انتخابات أميركية - لإجبار إسرائيل على تنفيذ قرار واحد صادر عن المنظمات الدولية?!‏

بالتأكيد هي لم تفعل ذلك البتة, بل على النقيض من ذلك كانت دائماً تتستر على إسرائيل, سواء أكانت هناك انتخابات أم لم تكن, وكانت دائماً تختلق لها الأعذار وتتغاضى عن جرائمها وسياساتها المناهضة للشرعية الدولية, وتقلب الحقائق والوقائع فتجعل المقاومة الفلسطينية إرهاباً والإرهاب الإسرائيلي مقاومة, وتسوغ كل انتهاكاتها لحقوق الإنسان.‏

إن طريقة التعاطي الأميركي تجاه الصراع العربي - الإسرائيلي هي التي شجعت إسرائيل على وأد عملية السلام ونسفت أي محاولة للعودة إلى المفاوضات, وذلك فإن الادعاء بالحرص الأميركي على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ليس إلا ذراً للرماد في العيون, لأن من يتبجح بالدفاع عن حقوق الإنسان والغيرة على القانون الدولي ويبشر بالعدالة والمساواة لا يدافع عن بناء المزيد من المستوطنات التي تشكل مخالفة لأبسط قواعد القانون الدولي.‏

 

 أحمد حمادة
أحمد حمادة

القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30382
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30397
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30396
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30392
القراءات: 30394
القراءات: 30389
القراءات: 30395
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30395
القراءات: 30379
القراءات: 30396
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30396
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30389

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية