تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الخميس 26/8/2004
مروان دراج
نقل مكان تنظيم معرض الكتاب السنوي, إلى مدينة المعرض الجديدة على طريق المطار, لم يكن خياراً موفقاً على الإطلاق, وقد يسهم وعن غير قصد في فقدان هذه الفعالية ألقها وحيويتها, بعد أن كانت تمثل مناسبة مرتقبة يحتفى بها من جانب جمهور القراء.

وما يدفع إلى مثل هذا الاعتقاد, أن الغالبية العظمى من زوار هذا المعرض هم من ذوي الدخل المحدود والطلاب وسواهم من المحسوبين على أهل العلم والفكر والثقافة, فهؤلاء لن يواجهوا هذا العام إرباكات لجهة تبديد الزمن بسبب بعد المكان, وإنما سيضطرون أيضاً إلى تسديد فاتورة وسائط النقل الممثلة بسيارات الأجرة - في حال توفرت - وإذا كانت الجهة المنظمة تعتقد أنه يمكن غض الطرف عن هذا الجانب, كونها زيارة ولمرة واحدة في العام, فهي بهذا الحال ستكون مخطئة, ذلك أن هذه الفعالية غالباً ما تستضيف بعض الكتاب والمفكرين والأدباء الذين يجدون في المعرض, فرصة للتواصل والحوار مع جمهور القراء, إلى جانب تنظيم ندوات لمناقشة وبحث قضايا فكرية وثقافية ساخنة, ما يعني أن الرواد العاديين أو من المهتمين - وكما هي العادة - سوف تأخذهم الرغبة لحضور ومتابعة هذه الفعاليات, وهو الأمر الذي سيكلفهم فواتير لم تكن في الحسبان ولا طاقة لهم على تحملها.‏

وفي حال خرجت علينا الجهة المنظمة بتخريجة تخصيص باصات تعود لشركة النقل الداخلي, وأنها ستلتزم بمهام نقل الزوار وإعادتهم ضمن ساعات محددة, فإن مثل هذا الحل بدوره, لا يبدو مقنعاً, فأعداد هؤلاء الزوار وقياساً بالمعارض السابقة, تتجاوز الآلاف يومياً, وإمكان تلبية حاجة هؤلاء تبدو أكثر من مستحيلة.‏

ومشكلة نقل المكان لا تنحصر بجمهور القراء وحسب, وإنما يمكن سحبها حتى على أصحاب دور النشر, والذين باتوا يتوقعون سلفاً, أن هذه المشكلة سوف تساعد على تراجع أرقام المبيعات, ما يدفع بعضهم على الإحجام عن المشاركة في سنوات قادمة. وهذا الإحجام سينجم عنه بهتان بريق هذه الفعالية أولاً, وانحسار توافر الكتب والعناوين الجديدة التي يتعطش لها جمهور القراء ثانياً.‏

البعض من الذين يتحدثون عن معرض الكتاب, كما لو كان معرضاً لتسويق السلع والمنتجات الاستهلاكية, قد يقول: وبشيء من الجهل والبراءة في آن, إن مدينة المعارض الجديدة واسعة إلى حدود تتيح الفرصة لاستقبال أكبر عدد ممكن من دور النشر المحلية والعربية, وهو أمر في صالح القراء الذين يشغلهم هاجس متابعة الكتب والعناوين الجديدة... ومع أن لا غبار على هذا الكلام, فإن على هذا البعض أن يعلم, بأن معارض الكتب التي تنظم في معظم أنحاء المعمورة, تأخذ مكانها في مراكز المدن وليس على أطرافها, بدءاً من معرض القاهرة الأكثر تميزاً, ومروراً بالشارقة وليس انتهاء بمعرض بيروت الذي ينظم في أكثر شوارعها شهرة.‏

ويبقى السؤال: هل ضاقت الأمكنة بعاصمة الحضارات?! أوليس من الأجدر, لو أن وزارة الثقافة وقبل الإقدام على خطوتها, استمزجت آراء أصحاب دور النشر والمهتمين وجمهور القراء من خلال وسائل الإعلام?!‏

كلمة الحق التي يتعين قولها: .. مدينة المعارض الجديدة صرح معماري عظيم ويستحق إظهاره كتحفة لا تخلو من الإبهار.., غير أن جمهور القراء لن يغويه سحر المكان.. ما دام أنه سيسرق منه (خير جليس)!‏

 

 مروان دراج
مروان دراج

القراءات: 30270
القراءات: 30262
القراءات: 30270
القراءات: 30277
القراءات: 30267
القراءات: 30265
القراءات: 30267
القراءات: 30283
القراءات: 30274
القراءات: 30263
القراءات: 30270
القراءات: 30261
القراءات: 30262
القراءات: 30265
القراءات: 30278
القراءات: 30269
القراءات: 30272
القراءات: 30255
القراءات: 30272
القراءات: 30246
القراءات: 30280
القراءات: 30320
القراءات: 30256
القراءات: 30258
القراءات: 30276
القراءات: 30264
القراءات: 30262
القراءات: 30263
القراءات: 30280

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية