تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الأحد 29/8/2004
أمير سبور
الملف للانتباه عند مراجعتك لأي مسؤول كان. صغر منصبه أم كبر أنه يفاجئك مدير مكتبه أو السكرتير الخاص به ومنذ اللحظة الأولى بالقول إن المسؤول مشغول جداً وإذا كنت ترغب بتحديد موعد فما عليك سوى ترك رقم هاتفك الخاص والذي سوف يبلغك الموعد الذي قد يحدد لاحقاً إن كان هناك من وقت كافٍ لذلك..!!

والسمة العامة عند أغلب هؤلاء المسؤولين هي انشغالهم الدائم والمستمر وعلى مدار الساعة وتلك الحالة قد نحسد عليها من الغير لأننا نستثمر أوقاتنا دون ضياع وبشكل كامل وأمثل تلك حالة قد لا نجدها في الكثير من دول العالم وحتى المتقدمة منها..!!‏

إذاً الظاهرة إيجابية ومن المفروض أن تقترن بنتائج إيجابية جداً تتناسب مع الجهد والوقت الذي يستثمر على مدار الساعة حسب تصريحات مديري المكاتب والسكرتارية الخاصة بكل مسؤول أو مدير..?!‏

لأن (العلقة) التي ذكرناها في المقدمة يمكن أن تصادفك عند الجميع لا بل يمكن سحبها عليهم بالكامل ونتساءل هنا هل حقاً يعمل هؤلاء جميعاً وعلى مدار الساعة لإنجاز ما يترتب عليهم من أعمال ومهام جسيمة..?! أم أن الأمر لا يعدو كونه انشغالاً بالوقت الضائع وتكراراً لما مضى حتى يعود البعض منهم ليجتر نفسه أيضاً...?!‏

أسئلة نرغب أن يطرحها هؤلاء المسؤولون على أنفسهم قبل أن يطرحها الآخرون عليهم..!!‏

هل نتائج العمل والمهام التي أنجزت تتناسب طرداً مع حجم العمل والوقت الذي استغرقوه وهم في مناصبهم أو خلف الأبواب المغلقة..?!‏

ثم هل النتائج التي أصبحت على أرض الواقع اليوم توازي تلك الجهود المبذولة?! وإذا كانت النتائج إيجابية لهذه الدرجة فمن المؤكد ألا نجد بعد اليوم مشكلة مستعصية على الحل في أي قطاع من قطاعاتنا الإنتاجية والاقتصادية..!!‏

لأن واقعنا الاقتصادي والإنتاجي سيكون بدون شك بألف خير قياساً لساعات العمل والمتابعة المستمرة والدؤوبة لدى هؤلاء المسؤولين..!! لكن على ما يبدو أننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة المتقدمة من الإنجاز على الرغم مما قطعناه خلال مسيرة العمل..!!‏

ولا نغالي إذا قلنا إن البعض يصف الواقع الحالي بالترهل.. وأحياناً بالتراجع قياساً لما كان عليه في السابق..! وإلا كيف نفسر أن تبدأ جهات القطاع العام بطرح شركاتها للاستثمار الخاص كونها فشلت في الخروج من مأزق الخسائر المتلاحقة وقد يكون هناك الكثير منها قادم على الطريق..!!‏

إذاً لابد من وقفة صريحة مع الذات وبشكل موضوعي قبل أن نقف أمام الآخرين لنبرر الأسباب..!!‏

وقفة متأنية وبشكل موضوعي وصريح لنكون صادقين مع أنفسنا أولاً قبل أن نكون مع الآخرين ومن هنا نستطيع التعبير بدقة أكبر وبموضوعية عما نحن به وأين وصلنا فيه بعيداً عن الخطابات والأرقام الوهمية..!?‏

ولنعترف عندها أننا أمام أزمة وقت لا أزمة إدارة فعلية?!‏

 

 أمير سبور
أمير سبور

القراءات: 30382
القراءات: 30385
القراءات: 30382
القراءات: 30386
القراءات: 30382
القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30385
القراءات: 30385
القراءات: 30384
القراءات: 30385
القراءات: 30383
القراءات: 30388
القراءات: 30381
القراءات: 30380
القراءات: 30386
القراءات: 30382
القراءات: 30383

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية