والسمة العامة عند أغلب هؤلاء المسؤولين هي انشغالهم الدائم والمستمر وعلى مدار الساعة وتلك الحالة قد نحسد عليها من الغير لأننا نستثمر أوقاتنا دون ضياع وبشكل كامل وأمثل تلك حالة قد لا نجدها في الكثير من دول العالم وحتى المتقدمة منها..!!
إذاً الظاهرة إيجابية ومن المفروض أن تقترن بنتائج إيجابية جداً تتناسب مع الجهد والوقت الذي يستثمر على مدار الساعة حسب تصريحات مديري المكاتب والسكرتارية الخاصة بكل مسؤول أو مدير..?!
لأن (العلقة) التي ذكرناها في المقدمة يمكن أن تصادفك عند الجميع لا بل يمكن سحبها عليهم بالكامل ونتساءل هنا هل حقاً يعمل هؤلاء جميعاً وعلى مدار الساعة لإنجاز ما يترتب عليهم من أعمال ومهام جسيمة..?! أم أن الأمر لا يعدو كونه انشغالاً بالوقت الضائع وتكراراً لما مضى حتى يعود البعض منهم ليجتر نفسه أيضاً...?!
أسئلة نرغب أن يطرحها هؤلاء المسؤولون على أنفسهم قبل أن يطرحها الآخرون عليهم..!!
هل نتائج العمل والمهام التي أنجزت تتناسب طرداً مع حجم العمل والوقت الذي استغرقوه وهم في مناصبهم أو خلف الأبواب المغلقة..?!
ثم هل النتائج التي أصبحت على أرض الواقع اليوم توازي تلك الجهود المبذولة?! وإذا كانت النتائج إيجابية لهذه الدرجة فمن المؤكد ألا نجد بعد اليوم مشكلة مستعصية على الحل في أي قطاع من قطاعاتنا الإنتاجية والاقتصادية..!!
لأن واقعنا الاقتصادي والإنتاجي سيكون بدون شك بألف خير قياساً لساعات العمل والمتابعة المستمرة والدؤوبة لدى هؤلاء المسؤولين..!! لكن على ما يبدو أننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة المتقدمة من الإنجاز على الرغم مما قطعناه خلال مسيرة العمل..!!
ولا نغالي إذا قلنا إن البعض يصف الواقع الحالي بالترهل.. وأحياناً بالتراجع قياساً لما كان عليه في السابق..! وإلا كيف نفسر أن تبدأ جهات القطاع العام بطرح شركاتها للاستثمار الخاص كونها فشلت في الخروج من مأزق الخسائر المتلاحقة وقد يكون هناك الكثير منها قادم على الطريق..!!
إذاً لابد من وقفة صريحة مع الذات وبشكل موضوعي قبل أن نقف أمام الآخرين لنبرر الأسباب..!!
وقفة متأنية وبشكل موضوعي وصريح لنكون صادقين مع أنفسنا أولاً قبل أن نكون مع الآخرين ومن هنا نستطيع التعبير بدقة أكبر وبموضوعية عما نحن به وأين وصلنا فيه بعيداً عن الخطابات والأرقام الوهمية..!?
ولنعترف عندها أننا أمام أزمة وقت لا أزمة إدارة فعلية?!