إنه تراص البشر الشغوفين بالثقافة وبمدينتهم, يئد احتجاجات الطبيعة المخربة..
عرق أعضاء جمعية العاديات بجبلة وهم ينظمون النشاطات يهدئ من روع الأتربة فتهبط القطرة دمعة تطفئ لهب الأرض.
لم يكن مهرجان جبلة ذاك الذي أقامته عادياتها, لأنه لم يكن جزءاً من حضور المدينة أو فعالياتها.. بل كانت جبلة هي المهرجان في تجل باهر للتضامن الاجتماعي, حيث كان أعضاء الجمعية أو أصدقاؤهم يتبرعون بكلف الإقامة أو التنقل أو دعوات العشاء.
بالمناسبة ولأنني كنت مدعوة ولا يجوز للضيف أن يزاود على أهل البيت, لم أتجرأ على الاصطفاف مع ركب المتطوعين.. لكن للجمعية أن تسجل إحدى دعوات العام القادم باسمي كمساهمة رمزية في دعم نشاطاتها.
هذا التضامن أو النشاط الأهلي الاجتماعي والثقافي لا يبرر استمرار فجوات الغياب في البنى التحتية, وهذه لا ترممها إلا جهات رسمية.. نظافة المدينة وتخديمها وتوفير شرط إنساني داخل المركز الثقافي بدل شي الجمهور في لظى الازدحام, إنعاش سينماها الوحيدة المتهالكة.. وربما ربما تبرع جهة ما, كوزارة الثقافة ببطاقات الطائرة للضيوف العرب, بما يتناسب مع سمعة سورية وحضورها, بدل القبول بتحمل الأشقاء من المبدعين وجلهم على باب الله, بما لا يليق بأصول الدعوات والضيافة...