ما يستدعي هذا الكلام البادرة الطيبة التي أقدمت عليها صحيفتنا (الثورة) بنشر رد الزميلة سعاد جروس على رئيس التحرير قبل أيام حول الصحافة في سورية, والتي نتمنى ألا تكون حدثا عابرا.
وإذا كان المجال هنا يضيق بالبحث فإنه يتسع لبضعة أسئلة قد تكون جزءا من محاور هذا الحوار حول واقع عملنا الإعلامي..
بداية ما الذي تريده الحكومة اليوم من الصحافة الرسمية باعتبارها المالك لها? وهل تسعى لتغيير مفردات خطابها بما ينسجم وعقل القارىء المنفتح على مختلف وسائل الإعلام التي أصبحت في كل بيت? وهل يمكن أن تتجاوب مع متطلبات التغيير التي تفرضها (طروحاتها) هي حول الشفافية والتطوير والتحديث?!
ومن جانب آخر ما الذي نريده نحن الإعلاميين من صحفنا في ظل الظروف التي نعيشها على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي? وهل نمتلك رؤى موضوعية لواقع عملنا وآفاقه المستقبلية? وهل يمكن أن نتحدث عن (سقف الحريات) الذي يشكل طموحا وحاجة للارتقاء بعملنا?
قد يكون هذا غيض من فيض ولكن آن الأوان لفتح مثل هذا الحوار داخل البيت الذي يعني أهله أكثر من غيرهم, وعلى أرضية من الاحترام المتبادل والرغبة الصادقة بالتطوير.. واسمحوا لي هنا أن أخص المسؤولين أصحاب القرار, ليس من باب المنة علينا, ولكن لأن القرار, ولنكن واقعيين, بأيديهم, و لأن استجابتهم للحوار وتداعياته ضرورة تنبع من قناعتنا بأن الوطن وحب الوطن ليس حكرا على أحد.