تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاربعاء 1/9/2004
أحمد حمادة
فضيحة التجسس لحساب اسرائيل, التي قام بها لاري فرانكلين أحد مساعدي الرجل الثالث في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون), لم تكن الأولى ولا الأخيرة التي تتكشف خيوطها داخل الولايات المتحدة, ففضيحة الجاسوس الاسرائيلي في واشنطن (جوناثان بولارد) لم يجف حبرها بعد, وقضايا تسريب معلومات على قدر كبير من السرية إلى اسرائيل تكاد تكون حالة طبيعية اعتاد عليها الطرفان منذ سنوات عديدة .

لكن غير العادي وغير الطبيعي في كل حالات التجسس الاسرائيلية على الولايات المتحدة, والتي تضر بمصالح هذه الأخيرة وتعرض أمنها للخطر وتتلاعب بمصير علاقاتها مع أعدائها وحلفائها على حد سواء , أنها تتلاشى بسرعة كبيرة وكأن شيئا لم يكن دون أي انتقاد لاسرائيل أو فرض عقوبات من أي نوع عليها أو حتى التعبير عن الانزعاج الأميركي من سلوكها.‏

لابل على العكس من ذلك يتجسس الاسرائيليون على أميركا ويسرقون أسرارها ويسطون على خططها فيكافئهم المسؤولون الأميركيون بإعلانهم دائما الالتزام التام بأمن اسرائيل وحمايتها ومدها بكل سبل الدعم والمؤازرة .‏

ويحاول الاسرائيليون على الدوام - من خلال عمليات التجسس هذه - الإنتقاص من هيبة الولايات المتحدة وتحدي أجهزتها الاستخباراتية وتوجيه الإهانة لها عبر اختراقها, فيما يتعامى الساسة الأميركيون عن الحقائق ويجارون أهواء اللوبي اليهودي ونزعاته المتطرفة, ويزاودون حتى على الخطاب الاسرائيلي المفرط بحدقه وعنصريته وانتهاكه لحقوق الانسان, بدلا من توجيه اللوم لاسرائيل وفرض العقوبات عليها .‏

ورغم أن المنطق يقول بأن قضية تجسس خطيرة مثل قضية (فرانكلين) الذي سرب وثائق هامة حول آخر المواقف السياسية الأميركية وخطط صانعي القرار في إدارة بوش حول منطقة الشرق الأوسط عموما وإيران على وجه الخصوص , يمكن أن تقود إلى تأزم حقيقي في العلاقات الأميركية - الاسرائيلية إلا أن الإدارة الأميركية حاولت كالعادة التقليل من أأهميتها والاتجاه إلى تقليصها وإعطاء الانطباع بأن القضية ليست إلا مجرد إساءة استخدام معلومات سرية, وكأنها تتفق تماما مع عضو لجنة الكنيست الاسرائيلي المشرف على أنشطة الموساد الذي قال بأن كيانه ليس بحاجة إلى مثل هؤلاء العملاء لأن العلاقات مفتوحة جدا بين لجنة العمل الأميركية والاسرائيلية , وبالتالي لا حاجة ليتجسس طرف آخر لأن كليهما يشتركان في رسم الخطط وتنفيذها في المنطقة .‏

اللافت أيضا أن البعض اعتبر أن فتح قضية التجسس المذكورة جاء من باب ابتزاز اسرائيل لمرشحي انتخابات الرئاسة جورج بوش وجون كيري من خلال الضغط عليهما وابتزازهما أكثر لاغداقهما المزيد من العطاءات عليها, ولكن من قال أن المذكورين قد بخلا حتى الآن على هذه الأخيرة بشيء سواء أثيرت مثل هذه القضية أم لا? ألم يحقق بوش حتى الآن أحلام الكيان الاسرائيلي المخالفة لكل قواعد الشرعية الدولية ?‏

ثم أليست مواقف كيري التي تجاري الاستيطان والعدوان أكثر التصاقا باسرائيل وأشد تعصبا لسياساتها الإرهابية بدون قضايا التجسس ومعها ?!.‏

 

 أحمد حمادة
أحمد حمادة

القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30382
القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30397
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30396
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30389
القراءات: 30395
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30395
القراءات: 30379
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30395
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30389

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية