صحيح أن الانطباع العام يشكل فعليا أحد مصادر الحقيقة والاقتناع.. لكنه مخادع أحيانا.. وخصوصا عندما يمارس من النخب وقادة الرأي.. وحتى دراسات اتجاهات الرأي, هي مهمة جدا كوسائل تحقق واستبيان لكنها لا تقدم الحقيقة الكاملة.. بل وحدها الاستفتاءات العامة والانتخابات العامة هي القادرة على ذلك..
كل هذه المقدمة كي أسأل السؤال التالي.. وسأصل بمقتضاه الى نتيجة أبتغيها:
- هل يقبل مدعو نشر الديمقراطية في العالم, برأي الأكثرية كما تظهره الاستفتاءات او الانتخابات?! أمريكا مثلا -باعتبارها تدعي حمل لواء نشر الديمقراطية الى العالم- هل تقبل بنتائج استفتاء يظهر لها موقف شعوب العالم منها ومن سياستها ومن ادعاءاتها السياسية..
هل فكرت مثلا إن استفتي المسلمون في العالم ماذا يكون موقفهم منها? والعرب أيضا.. والأفارقة..?! إذا كان لديها -ولابد أنه لديها- رؤية دقيقة حول موقف هذه الشعوب منها.. ألا يكون طعنا بالديمقراطية أن تستخدم أدوات أخرى بدءا من القوة المسلحة وانتهاء بالأمم المتحدة لنشر (ديمقراطيتها المشتهاة).
إن الصخب في الإعلام أم في الشارع لا يكفي وحده لتقدير اتجاهات الناس وآرائهم, ولعل الاستفتاء على ولاية الرئيس الفنزويلي شافيز بعد صخب الشارع الذي كاد يقنعنا. عبر الإعلام, أنه لم يبق مع شافيز إلا هو نفسه?! وإذا كانت شوارع فنزويلا قد شهدت فعليا صخبا جماهيريا يعترض فعليا على رئاسة شافيز الى درجة زوغان البصر الذي صححته نتائج الاستفتاء.. فإن شوارع أخرى كثيرة في العالم لم تعرف هذا الرفض ولن تعرفه, تحاول الديمقراطية الأمريكية المشتهاة أن تفرض من تريده بإرادتها غير المنطقية فعليا.
الآن أقول:
إذا كانت أمريكا تريد أن تحاربنا بادعاء سعيها لتلقننا الديمقراطية التي تريد.. لماذا لا نحاربها بالديمقراطية الحقيقية التي تظهر بوضوح مواقف شعوبنا وبلداننا منها..?!
لدي الجرأة أن أقول: إن الديمقراطية سلاحنا وليست سلاحهم إن نبلت النيات وصحت العزيمة.