تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاربعاء1/ 12/2004م
أحمد حمادة
لم تكن المسيرة الكبرى, التي طافت شوارع بيروت أمس ودعت إليها مختلف الأوساط الحزبية والشعبية في لبنان, مجرد ردة فعل على القرار 1559 الذي يتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية, ولكنها تعبير واضح عن المبادىء والثوابت التي طالما تمسك بهما الشعب اللبناني الشقيق على امتداد العقود الماضية.

وأول هذه المبادىء التي عبر عنها الشعب اللبناني دعمه الكامل لنهج الرئيس إميل لحود ولسياسته الثابتة تجاه الصراع العربي- الإسرائيلي والتزامه بالسلام العادل والشامل, على قاعدة الأرض مقابل السلام وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة ,وتمسكه التام بتطبيق القرار 194 الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم ,ورفض توطينهم في البلدان التي تستضيفهم مهما بلغت الضغوط التي تمارس عليها.‏

كما جاءت هذه التظاهرة لتؤكد من جديد دعمها لجهود حكومة السيد عمر كرامي في الاستمرار ببناء مؤسسات الدولة وترسيخ أسس الإصلاح, فضلا عن رفضها لأي تدخل أجنبي في شؤون لبنان الداخلية وقراراته السيادية.‏

وفي تفاصيل هذا المحور بالذات أكدت التظاهرة رفض اللبنانيين للقرار 1559 الذي أثار منذ صدوره وحتى الآن الكثير من الاستغراب والأسئلة حول أهدافه وتوقيته, وأولها لماذا لم يلتفت مجلس الأمن إلى ماهو أهم لإحلال السلام في المنطقة أي الطلب من إسرائيل الانسحاب من جنوب لبنان ووقف عدوانها على أراضيه, وهي قضية أهم من إصدار مثل هكذا قرار لأن سيادة لبنان وسلامته الإقليمية إذا كانت تنتهك, كما جاء في بنود القرار فمن الكيان الإسرائيلي وليس غيره.‏

لقد تظاهر اللبنانيون ليقولوا لمن يمارس الضغوط على بلدهم: إذا كنتم تريدون لبنان حرا وسيدا ومستقلا ودون هيمنة أجنبية كما جاء في ديباجة القرار 1559 فما عليكم إلا أن تطالبوا بتحرير جنوبه من احتلال إسرائيل ووقف عدوان هذه الأخيرة المتواصل على شعبه ,وانتهاكها لحرمة أراضيه وأجوائه وسرقة موارده.‏

أيضا فإن ثوابت العلاقة الاستراتيجية مع سورية, كانت الهاجس الذي حرك مئات الألوف للتأكيد على إصرارها على وحدة المسار والمصير بين البلدين الشقيقين, لأنه في الوقت الذي كانت إسرائيل ومؤيدوها يغذون الحرب الأهلية ويعملون على تفسيخ المجتمع اللبناني إلى قوى متنافرة ومتناحرة ,كانت سورية تعمل من أجل وحدة لبنان وسلامته وجمع كلمة أبنائه.‏

وأخيرا خرج اللبنانيون أمس ليقولوا مرة أخرى لكل من يطالبهم بنزع سلاح المقاومة وتجريدها من قواها, أن ذلك لايصب إلا في خدمة المشروع الإسرائيلي في المنطقة,ولايهدف إلا إلى فك الارتباط مع سورية ,وضرب امتداد لبنان العربي تمهيدا لإلحاقه بالقطار الإسرائيلي.‏

Ahmadh @ureach. colm‏

 

 أحمد حمادة
أحمد حمادة

القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30388
القراءات: 30385
القراءات: 30388
القراءات: 30382
القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30396
القراءات: 30386
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30395
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30393
القراءات: 30388
القراءات: 30395
القراءات: 30382
القراءات: 30386
القراءات: 30395
القراءات: 30379
القراءات: 30395
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30395
القراءات: 30395
القراءات: 30390
القراءات: 30389

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية