تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 12 / 11/2004م
علي نصر الله
في تصريحات صحفية أعقبت لقاءه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر, قال الرئيس الأميركي جورج بوش:

إن العمليات العسكرية التي تقوم بها قواته في الفلوجة تجري على ما يرام, زاعماً أن مشاركة خمسة عشر ألف جندي في الهجوم على المدينة هدفه بسط الأمن فيها, بينما يؤكد حليفه طوني بلير رئيس الحكومة البريطانية أن العملية تهدف إلى تخليص العراقيين ممن سماهم مجموعة المعرقلين للانتخابات العراقية.‏

وبوقفة عاجلة أمام تصريحي بوش وبلير يتضح أن الاثنين معاً مازالا يتمسكان بحبل الكذب الذي انقطع منذ زمن, ويصران على سوق مبررات واهية لممارسات قواتهما المرفوضة أخلاقياً وقانونياً, وذلك أن بسط الأمن وإجراء انتخابات (ديمقراطية) لا يمكن أن يتم بهذه الطريقة, كما أن تحقيق الهدفين- ولو سلمنا جدلاً بهما- لا يبرر ذلك القتل والترويع لأهالي المدينة الآمنين, وذلك الخراب والدمار الذي يلحقه القصف الجوي والبري بالأحياء السكنية والمشافي والمساجد والمدارس والبنى التحتية في المدينة.‏

وزير الخارجية البريطاني السابق روبن كوك دعا (بوش وبلير) إلى الكف عن استراتيجية تهدئة العراق بالقنابل, وأكد أن عملية الشبح الغاضب لن تؤدي إلا إلى تقوية المقاومة العراقية وتصاعدها, فضلاً عن أن مثل هذه العمليات تؤكد من جديد فشل التكتيك الحربي واستخدام القوة في تحقيق الأمن والسلام في العراق.‏

وفضلاً عن أن اسم العملية العسكرية يكشف عن حقيقتها في ترويع أهالي الفلوجة وتدمير ممتلكاتهم, فإن تأكيد المتحدث باسم البيت الأبيض ريتشارد باوتشر من أن بلاده مستعدة لتخصيص 90 مليون دولار لإزالة الأنقاض وبناء مساكن جديدة وإعادة إعمار المدينة من جديد, يكشف عن حجم الأضرار والدمار الذي يلحقه القصف الأميركي بالمدينة التي قد تتحول إلى مدينة أشباح كنتيجة حتمية لتفوق الشبح الأميركي الغاضب على الأسلحة المتواضعة للمقاومة العراقية الباسلة.‏

والسؤال الذي يمكن أن يطرح على إدارتي بوش وبلير وجنرالاتهما: هل تستوي الرغبة في بسط الأمن وتحقيق الديمقراطية المزعومة مع مفردات الغضب والأشباح?! أم أن شروط ومستلزمات العملية الديمقراطية بالمفهوم الأميركي باتت بالضرورة مرتبطة بعمليات القتل والترويع.. الدمار والخراب.. وأخذت تعيش وتزدهر في ظل مشاعر وأجواء الخوف والرعب بعد تحقيق الرئيس بوش مؤخراً فوزاً بولاية رئاسية ثانية على خلفية حملة انتخابية مارست على الأميركيين كل أشكال الابتزاز, وأتخمتهم بشعارات الحرب من أجل كسب الأمن?!‏

إن ما جرى في النجف وسامراء ومدينة الصدر, وما يجري في الفلوجة والرمادي هو حلقة من مسلسل القتل الجماعي للعراقيين, وشكل من أشكال الترويع والإرهاب المستنسخ عن أشكال وأساليب الإرهاب الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ينبغي أن يتوقف فوراً, ويتوجب على الأسرة الدولية أن تفرض إرادتها على المحتل, وتجعله يفهم أن الأمن والاستقرار لا يمكن أن يتحققا في العراق أو فلسطين إلا بزوال الاحتلال.‏

 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 30390
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30381
القراءات: 30392
القراءات: 30393
القراءات: 30393
القراءات: 30381
القراءات: 30396
القراءات: 30393
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30385
القراءات: 30400
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30395
القراءات: 30388
القراءات: 30393
القراءات: 30396
القراءات: 30392
القراءات: 30393
القراءات: 30394
القراءات: 30388
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30393
القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30396
القراءات: 30395
القراءات: 30385

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية