تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 12 / 11/2004م
أحمد ضوا
أنهى الإعلان الرسمي عن وفاة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في باريس, بعد حوالى أسبوعين من السجال حول مرضه مسيرة قائد فلسطيني قضى حياته مدافعاً عن حقوق شعبه المغتصبة, ولم يتقاعس في يوم من الأيام عن تلبية نداء وطنه وشعبه في الدفاع عن قضاياه.

فعرفات استطاع طوال أكثر من أربعة عقود أن يجمع من حوله غالبية الشعب الفلسطيني المكافح والمناضل رغم كل الظروف التي مرت بها القضية الفلسطينية والمنطقة, وبرحيله فقدت هذه القضية ومنظمة التحرير الفلسطينية مناضلاً تمسك بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق اللاجئين بالعودة وانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس.‏

ونتيجة لمواقفه هذه تمت محاصرته من قبل إسرائيل في مقر مقاطعته برام الله للضغط عليه وللنيل من صمود شعبه, وفضل الحصار والعزل ومواجهة الموت والمرض على الحرية مقابل الاستجابة للمطالب الإسرائيلية الهادفة إلى تصفية قضيته وحقوق شعبه.‏

إن وفاة عرفات دون الإعلان عن الأسباب التي أدت إلى تدهور صحته يفتح المجال لاتهام إسرائيل بالتسبب بهذه الوفاة ولاسيما في ظل عدم اكتشاف الأطباء أي مرض خطير من شأنه إنهاء حياة عرفات بهذه السرعة, ومن حق الشعب الفلسطيني والعالم أن يطلع ويعرف الظروف المحيطة بموت عرفات نتيجة خلل في صفائح الدم وأسباب هذا الخلل وفيما إذ كان ناتجاً عن حالة تسمم متعمدة.‏

الإجراءات التي اتخذت فلسطينياً لمواجهة هذا الموقف الصعب والمحزن, بدءاً من مراسم التشييع والدفن وانتهاء بترتيبات عملية نقل السلطة وفقاً للقانون الفلسطيني بشكل طبيعي وديمقراطي, هي جزء من الوعي الفلسطيني لدقة المرحلة وفداحة الخسارة, وتعبير حي وصادق عن التلاحم الذي تعزز ونحى الخلافات جانباً بين جميع قوى الشعب الفلسطيني وفصائله مع نقل عرفات إلى باريس للعلاج بعد عجز الأطباء في رام الله عن تشخيص مرضه بدقة.‏

فالشعب الفلسطيني المكافح والمناضل سيكون بمستوى الحدث ويقدم صورة ناصعة ومعبرة عن تماسكه وتلاحمه وتشبثه بوحدته الوطنية خلال مرض زعيمه, فقد استطاع أن يواجه المؤامرات والمحاولات العلنية والخفية للنيل من صموده, وخذل كل السيناريوهات التي أعدت بعناية في الأروقة الإسرائيلية والصهيونية لدفع فصائله إلى الاحتراب الداخلي أو لشق صفوفها.‏

هذا الشعب الذي قدم الآلاف من المناضلين والأبطال والشجعان في كفاحه المرير والمشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي, فقد اليوم برحيل عرفات رمزاً لمناضلين, له مسيرة طويلة لم يتوان يوماً عن تقديم أي شيء يستطيع فعله في سبيل قضية شعبه على جميع الجبهات.‏

ودعم مسيرة النضال يكون بالتعالي عن الخلافات الجانبية والسياسية وبتعزيز الوحدة الوطنية والتمسك بالحقوق, والشعب الفلسطيني الذي أبدى أعلى درجات الوعي إزاء المحاولات الإسرائيلية لضرب وحدته الوطنية, يتوج اليوم بوقفته المشرفة في تعامله مع مرض عرفات ورحيله يتوج مسيرته هذه بإبداء الحس الوطني العالي حفاظاً على الحقوق والمكتسبات ووفاء لمناضليه وشجعانه وشهدائه الأبرار.‏

 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 30384
القراءات: 30386
القراءات: 30391
القراءات: 30388
القراءات: 30391
القراءات: 30388
القراءات: 30392
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30386
القراءات: 30390
القراءات: 30395
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30383
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30390
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30392
القراءات: 30386
القراءات: 30383
القراءات: 30394
القراءات: 30392
القراءات: 30384
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30383
القراءات: 30385
القراءات: 30385
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30392
القراءات: 30386
القراءات: 30387
القراءات: 30386
القراءات: 30396
القراءات: 30394
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30384
القراءات: 30386
القراءات: 30387

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية