تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 12 / 11/2004م
قاسم البريدي
غداً أو بعد غد يأتي العيد وكل عام وأنتم بألف خير.. وبدورنا نساهم في معايدة الناس على طريقتنا.. وهي كلمات محبة للكبار الذين ساهمت منحة السيد الرئيس برسم علامات الفرح على وجوههم لاستكمال حاجات العيد الكثير.

وها نحن ندعو الجميع للحفاظ على فرحة العيد وقيمه من خلال التقاليد العريقة التي تتطلب كلمة صادقة من القلب إلى القلب بعيدا عن المظاهر المصطنعة والمرهقة وبعيدا عن روتين الحياة .. فما أجمل أن يلتقي الأخ بأخيه والجار بجاره والصديق بصديقه.. وما أجمل أن يعود المسافر لأهله وأن يجتمع أفراد الأسرة معا في هذه الفرصة التي لا تعوض في زحمة الحياة اليومية وانشغالنا الدائم بهمومها ومتطلباتها.‏

أما الأحباء الصغار فمن حقهم علينا أن نوفر كل مناخات الفرح والسعادة لهم, ومن المفيد هنا التحدث عن ثلاثة جوانب.. الأول يتعلق بالألعاب وسلامتها, والثاني بظاهرة المفرقعات المؤذية, والجانب الثالث: الأغذية المكشوفة والملوثة المعروضة خلال أيام العيد..‏

والملاحظة الأولى هي عن الألعاب الجماعية من مراجيح ودويخات وقلابات غير الآمنة لأنها مصنوعة بشكل بدائي ولا تتوفر فيها شروط السلامة, وما يزيد الطين بلة أن المشرفين على تشغيلها هم من المراهقين والأطفال أنفسهم ما يؤدي إلى حوادث خطيرة كالجروح والكسور والرضوض وغيرها.‏

والسؤال هنا: لماذا لا تتدخل البلديات في تحديد المواقع المناسبة بعيدا عن الطرقات وتتأكد من صلاحية الألعاب والمسؤولين عنها قبل الترخيص لهم بالعمل.. وما المانع أن يصبح ذلك تقليداً حضارياً غايته تنظيم الأمور وليس أخذ رسوم مرهقة..?!‏

وبالنسبة لظاهرة المفرقعات , فإننا نستغرب استمرار انتشارها, بل إنها تزداد بشكل مقلق عاما بعد عام.. فكيف يتم ذلك رغم منع استيراد هذه المواد ورغم أن وزارة الداخلية تبذل جهوداً كبيرة حيالها .. ويبدو أن شهر رمضان الحالي كان نصيبه وافراً من مختلف أنواع المفرقعات ولاسيما شديدة الانفجار وذات الصوت المرتفع وتلك التي تطير لمسافات بعيدة وما ينتج عنها من حوادث لا حصر لها على المارة والجوار وعلى اللاهين بها عدا عن الخوف والهلع في نفوس الأطفال والكبار ولاسيما بشكل مفاجىء في منتصف الليل ومن فوق الأسطح وشرفات المنازل..‏

وبالمناسبة هذه الظاهرة غير موجودة في الدول المتطورة رغم كثرة الأعياد والمناسبات فيها, إذ توجد عشرات الألعاب البديلة التي ترضي رغبات الأطفال والمراهقين دون إزعاج أحد .. فهل يأتي عيد في بلادنا بلا مفرقعات, أم أن هناك مستفيدين من هذه الظاهرة وهم تحديداً المهربون الذين يسربون كميات كبيرة من المفرقعات دون رادع ضمير..‏

وأما الملاحظة الثالثة التي لا نعيرها الاهتمام الكافي فهي تتعلق بالمأكولات المكشوفة والمشروبات الملوثة التي تستخدم فيها الأصبغة, حيث اعتاد البعض استغلال العيد لبيعها ابتداءً من سندويش الفلافل وانتهاءً بالفول النابت, ومن خلال مشاهدة بسيطة يتضح أنها تفتقد إلى أدنى الشروط حيث تستخدم المياه بشكل خاطىء وتتعرض للغبار والأوساخ دون اكتراث وكل ذلك يحدث بعيداً عن الرقابة الصحية التي لا نطلب منها إغلاق جميع البسطات لمقبلات الأطفال وغذائهم بقدر ما نطلب توعية الباعة وإلزامهم بتطبيق بعض الشروط البسيطة حفاظاً على الصحة العامة..‏

نخلص للقول: إن تخصيص البلديات لأماكن مناسبة لألعاب العيد كفيل بحل معظم المظاهر الخاطئة بما يسهل المراقبة والأمان المطلوبين لاستكمال فرحة العيد..‏

 

 قاسم البريدي
قاسم البريدي

القراءات: 30260
القراءات: 30257
القراءات: 30258
القراءات: 30275
القراءات: 30253
القراءات: 30254
القراءات: 30256
القراءات: 30259
القراءات: 30260
القراءات: 30252
القراءات: 30258
القراءات: 30262
القراءات: 30270
القراءات: 30262
القراءات: 30258
القراءات: 30256
القراءات: 30257
القراءات: 30267
القراءات: 30260
القراءات: 30264
القراءات: 30260
القراءات: 30264
القراءات: 30260
القراءات: 30261
القراءات: 30260
القراءات: 30257
القراءات: 30256
القراءات: 30260
القراءات: 30256

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية