وإتاحة الفرصة أمام الجميع للمشاركة في بناء الوطن وتقدمه وازدهاره.
لقد استمد التصحيح أفكاره من تطلعات الجماهير وتوقها الدائم إلى التحرير والانطلاق نحو غد أفضل وتحقيق أحلامها بالوصول إلى مستوى لائق اقتصاديا واجتماعيا بعد سنين من القهر والحرمان..
وقد استمد نهج التصحيح أفكاره أيضا من مبادىء البعث العربي الاشتراكي وأهدافه المعلنة والمستقاة من النضال الطويل والتجربة الغنية للحزب الذي أنجب من بين صفوفه قائدا فذا ومناضلا صلبا هو القائد الخالد حافظ الأسد, الذي آمن بأهداف الناس ودافع عنها وعمل من أجلها منذ نشأته الأولى, فمرحلة النضال الطلابي وانتسابه إلى القوات المسلحة والمساهمة في تفجير ثورة الثامن من آذار والتدرج في المناصب العسكرية والحزبية وصولا إلى فجر التصحيح وقيادة مسيرته خلال ثلاثة عقود من الزمن.
لقد مرت الحركة التصحيحية بمراحل حرجة واجتازت مصاعب وقطعت أشواطا مهمة على كافة الصعد المحلية والعربية والعالمية وكانت قيادة الرئيس حافظ الأسد ضمانة وطنية وقومية وكان وجوده على رأس قيادة البلاد مبعث اطمئنان للجميع لما يتمتع به من حنكة سياسية وحكمة وشجاعة في اتخاذ القرار ومواجهة الأزمات وقيادة الأمة إلى خيرها وصلاحها.
فكان نهج التصحيح نهجا مميزا, وكانت المسيرة حافلة بالعمل والعطاء والإنجازات التي لم تتوقف طيلة العقود الثلاثة من عمر التصحيح, وبعدها استمر النهج بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي أضاف إليه من فكره وحماسته وتطلعاته إلى مستقبل أفضل يعتمد خططا مدروسة وبرنامج إصلاح وتحديث يطول مجالات الحياة كافة, مستفيدا من إمكانات بلدنا البشرية والمادية ومن تجارب الآخرين واعتماد أساليب التكنولوجيا المتطورة في خدمة التنمية الشاملة .
يقول السيد الرئيس بشار الأسد قائد مسيرة التطوير والتحديث في خطاب القسم الدستوري :(نهج القائد الأسد كان نهجا متميزا, وبالتالي فإن الحفاظ على هذا النهج ليس بالأمر السهل, خاصة وأننا لسنا مطالبين فقط بالحفاظ عليه وإنما بتطويره أيضا, وهذا يحتاج إلى الكثير من العمل والجهد على المستويات كافة, بهدف البناء على ما تحقق في عهده الزاهر لنعلي البنيان ونضاعف الإنجازات مصممين على تذليل الصعوبات ومواكبة العصر..).
لقد أيقن القائد الخالد حافظ الأسد أن الوطن لا يبنى إلا بسواعد أبنائه ومشاركة مختلف شرائح المجتمع في هذا البناء ,وإفساح المجال أمام الجميع للعمل والعطاء والإبداع والمبادرة لتوظيف الإمكانيات واستثمار الموارد وتسخيرها لمصلحة الاقتصاد الوطني .
يقول القائد الخالد حافظ الأسد:(..وفي إطار التعددية الاقتصادية التي تبنتها الدولة ومؤسساتها بعد حركة التصحيح, فقد فتحت الطريق واسعة أمام المواطنين للإسهام في بناء البلاد, فصان الدستور حق الملكية وصدرت تشريعات من شأنها التشجيع على الاستثمار الذي أعطى مزايا كثيرة للمواطنين الذين يريدون الإسهام في البناء الاقتصادي ,إذن فليس المطلوب منا في هذه الظروف الصعبة والمعقدة الحفاظ على نهج التصحيح فقط, وإنما تطوير هذا النهج من خلال العمل الجاد والمخلص في كافة المجالات ومواكبة التطور الحاصل في العالم, وتذليل الصعوبات للوصول إلى تحقيق الخطط والبرامج على مختلف الصعد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا معتمدين على مشاركة الجميع في بناء الوطن ليبقى نهج التصحيح مستمراً.