تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاربعاء 17 / 11/2004م
رئيس التحرير د. فائز الصايغ
أحدثَتْ الحركة التصحيحية الرائدة التي قادها الراحل الكبير الرئيس حافظ الأسد تحوّلاً نوعيّاً في العلاقات السورية - العربية خصوصاً والعربية - العربية عموماً, وحوّلت الأحداث الساخنة التي شهدتها المنطقة العربية خلال العقود الثلاثة الماضية رؤية الرئيس حافظ الأسد إلى مرجعية قومية, تُقاس منها وعلى أساسها الصّوابية في القرارات, والأمان في النتائج المحسوبة على القياس.

لقد شكّلت قيادة الرئيس حافظ الأسد - رحمهٌ الله - حقبةً تاريخيةً مهمةً على الصعيد الوطني والإقليمي, وتجربةً رائدة ًتركت ْبصماتها على مختلف القضايا التي شهدتها سورية والوطن العربي, كما المنطقة والعالم في آن, ونقلةً رائدةً في التفكير السياسي, ونمطاً دينامياً معاصراً تفاعَلَ مع الأحداث فأثّر بها.. وحوّل الكثير من مساراتها بما يتناسب مع جوهر الفكر الذي قدّمته الحركة التصحيحية كهوّية لها وكمضمون لتوجهاتها الإقليمية والقومية معاً.‏

ولا نريد استهلاك المساحة المخصصة لهذا المقال في تعداد الإنجازات التي تحقّقت , وما لمْ يتحقّق منها, والظروف المحلية والإقليمية والدولية التي أحاطت بزمن التصحيح, وإنما نريد تناول مسألة سبق أن تطرقنا إليها وهي من صلب أسس ومبادئ الحزب العقائدية والأخلاقية الذي أنجز التصحيح بقيادة الرئيس القائد الراحل الكبير حافظ الأسد, ومن صلب ممارسات المنتسبين إليه, مع أن ظروف الانتساب التي أعقبت التصحيح أكثر إغراءً من ظروف الانتساب التي أعقبت الثورة, وكلاهما مختلف عما سبقه, وأعني ظروف التضحية والغيرية والاندفاع الذاتي والعمل الطوعي, ليس لتحقيق مكسب كما هو مألوف اليوم, بل لتحقيق الأهداف الكبرى وتجسيد القيم الأخلاقية التي حملتها عناوين الحركة التصحيحية المجيدة وتوجهات صانع التصحيح.‏

فالمناسبات السنوية ليست ورقةً في روزنامة نطويها مع الزمن, بمقدار ما هي محطّة ينبغي التوقفُ عندها طويلاً, وإجراءُ المراجعة الذاتية للأداء اليومي, والتأكدُ من بذرة الزّهد المزروعة في ذواتنا, وحجم الورَم َالطارئ المتراكم حول بعض الأداء في يوميّاتنا وسلوكنا المستمّدة مثلُه وقيمُه من مُثل وقيم التصحيح, وهي المُثل التي نحن اليوم أحوج ما نكون إليها وخصوصاً أننا نلج عالم التطوير والتحديث والمواكبة بروح معاصرة نستمد معالمها من رؤى ورؤية السيد الرئيس بشار الأسد.‏

وما دام الحديث يجري عن التطوير والتحديث بمعنى في مكان, وبلا معنى في مكان آخر , سواء على صعيد الدّولة أم على صعيد الجبهة الوطنية التقدمية وأحزابها أم على صعيد حزب البعث العربي الاشتراكي; فإن من الأمانة القول : إن أفضل وأنجع وأسرع وأجدى وأنفع عملية تطوير هي العودة إلى بعث قيم البعث, ومنها قيم الحركة التصحيحية, وقيم قائدها وتفانيه وتضحياته الجسيمة, وإعادة تكريس مفاهيم وسلوكيات مدرسة البعث ومدرسة التصحيح معاً. كما البدايات التي عرفناها وتربّينا عليها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي, قبل السلطة وقبيلها وبعد.. ففي قيم ٍكهذه مع عَصْرنتها وإضفاء الديناميّة عليها والابتعاد عن النمطّية المغرقة .. كل ذلك يشكل الخطوة الأهم في ميدان التحديث والتطوير.‏

وعندما يكون الأساس متيناً يصمد البناء الشاهق في وجه الأعاصير والزلازل, فضلاً عن الاستهداف المبرمج الخارجي والداخلي وهذا أخطر بكثير..‏

ألم يقل الرئيس الراحل: إن الإنسان هو غايةُ الحياة وهو منطلقُ الحياة, فهذا هو الجوهر الذي يُلزم أبناء التصحيح المجيد أن يكونوا القدوةَ في إنسانية الإنسان, بما تعنيه من احترام للفكر والرأي والمعتقد والممارسة الصحيحة في يوميّات العطاء الإنساني البلا حدود ولا آفاق..‏

لقد جعل الرئيس الراحل حافظ الأسد بين سورية والمجد موعداً, وبين الأجيال المتوالية هدفاً , وقبل هذا وذاك صنع من حبات القلوب وتآلفها عقداً زيّن جبهة الوطن وصدر الأجيال.‏

فتحية إجلال وإكبار لروحك الطاهرة يا صاحب القلب الكبير, يا صانع المجد الوطني للسوريين والقومي للعرب أجمعين.. فالمسيرة مستمرة.. ونهجك يتواصل .. والمؤتمنون أهل للأمانة وأصلب من المخاطر..‏

 

 د. فائز الصايغ
د. فائز الصايغ

القراءات: 30394
القراءات: 30395
القراءات: 30397
القراءات: 30388
القراءات: 30392
القراءات: 30392
القراءات: 30397
القراءات: 30397
القراءات: 30391
القراءات: 30395
القراءات: 30405
القراءات: 30392
القراءات: 30399
القراءات: 30389
القراءات: 30397
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30393
القراءات: 30395
القراءات: 30390
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30393
القراءات: 30394
القراءات: 30392
القراءات: 30391
القراءات: 30399
القراءات: 30392
القراءات: 30392
القراءات: 30400
القراءات: 30393

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية