وبعد رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات عن حياة القضية الفلسطينية , يمكن للدولة الفلسطينية الموعودة ان تقوم في العام2009 , ولكن , ليس قبل ان تتوفر في خليفة عرفات مايراه ذلك المزاج من مواصفات ومقاييس تصلح للمفاوض الفلسطيني مابعد عرفات , ليكون (شريكا) حقيقيا للسلام , لمساومته على مسائل الارض واللاجئين والقدس والدولة !!
على هذا النحو , اعاد الرئيس بوش وادارته ماكان متوقعا من ارييل شارون وعصابته , اعاد توصيف الدولة الفلسطينية والمفاوض الفلسطيني (شريك السلام), وكذلك شروط ذلك السلام ومفاوضاته ومفاوضيه وتنازلاته بعد رحيل عرفات .
وعلى هذا النحو من الرؤية الاميركية الاسرائيلية , صار عرفات متشددا متطرفا وعقبة في طريق السلام والدولة , وصارت الدولة الفلسطينية المقررة في العام 2005 ممكنة في العام 2009وفق المزاج الاميركي الجديد , وصار الشخص الذي سيخلف عرفات , هو مرجعية السلام ومقياسه , وهو الذي سيحدد المصير الفلسطيني بما هو من حقوق الارض والعودة والسيادة !
اذاً , فالمطلوب اميركيا واسرائيليا من القيادة الفلسطينية الجديدة ان تحل محل القرارات الدولية كمرجعيات للسلام , فتغدو مقياسا له ومستودعا لشروطه , وعلى طريقة المزاج الاميركي , يغدو مزاج هذه القيادة فيصلاً لتحصيل مايمكن تحصيله من الدولة الوعد على مائدة مفاوضات ليست فيها أية استدارة, فتقدم التنازلات المناسبة لاقامة الدولة بعد خمس سنوات من اليوم في التقدير الاولي , وبعد ان تقضم المستوطنات الاسرائيلية ماتبقى من الضفة الغربية بافتراض جدية شارون في خطته للانسحاب من غزة .
جدية ادارة الرئيس بوش في موضوع الدولة الفلسطينية , تماما كجدية شارون في موضوع السلام , وتماما ًمثل جدية الناطق باسم الجيش الاميركي وهو يعلن عن نيته التحقيق بملابسات قتل جريح عراقي في الفلوجة امس الاول على يد احد جنوده, ولكن , ليس قبل ان يقتل الجيش الاميركي الآلاف او عشرات الآلاف من سكان المدينة , وليس قبل تدمير الفلوجة والحاقها بغيرها من المدن العراقية التي دمرها الاحتلال الاميركي للعراق .