وهذا بالطبع ناتج عن عملية النهوض وبوتائر متسارعة عبر سنوات النضال والبناء التي عايشتها الجماهير لحظة بلحظة.
النقلة النوعية التي عاشتها سورية جعلت العديد من الباحثين يتعمقون بدراسة شخصية القائد الخالد والدور الفاعل بحالة النهوض عبر تحديد الأولويات وترتيب الخيارات واختيار اللحظة المناسبة والفعل المناسب في مكانه وزمانه.
وهذا بالطبع يؤكد قدرة القائد على استيعاب هموم الجماهير ومحاولته إيجاد السبل لتطويع وتكييف الظروف والإمكانيات المتاحة بما يخدم مصلحة الوطن والأمة, وهذا ما يؤكد أن الحركة التصحيحية جاءت بقيم ومفاهيم قوامها الإنسان والاهتمام به عبر إيجاد الأطر التعليمية وصولا إلى الشكل الذي يجعل الفرد قادرا على العطاء واستخدام كل التقنيات الحديثة بمهارة وتمكن وقدرته على تطوير نفسه بشكل مستمر.
لابد من التأكيد على مسألة في غاية الأهمية تكمن في أن عملية التطوير عملية مستمرة وتحتاج إلى جهود الجميع للوصول إلى ما نصبو إليه, وهذا ما نراه عبر إيجاد آلية يتم من خلالها تحديث القوانين وفق رؤية موضوعية تأخذ بالاعتبار أن المعطيات الاقتصادية والاجتماعية تتغير وترتقي إلى أشكال وحاجيات جديدة, ولابد من إطار قانوني يواكب كل تبدل أو تطور, ومن هنا نرى أن سلسلة المراسيم والقوانين التي صدرت ناقشت وحللت الواقع الاجتماعي والاقتصادي بجرأة وموضوعية,والتي تحاول أن تعالج مختلف القضايا التي تشكل إعاقة لعملية النهوض المتسارع, كل ذلك يؤكد القدرة التي يتحلى بها السيد الرئيس بشار الأسد من خلال إيجاد الصيغ الملائمة التي تساهم في تدعيم قدراتنا الاقتصادية ورفع مستوى الكفاءة الإدارية والاهتمام بالتأهيل والاعتماد على المعلوماتية, وما نشهده كل يوم من تعميم التعليم المعلوماتي في مدارسنا وجامعاتنا للوصول إلى الإنسان القادر على استيعاب كل ما من شأنه أن يخدم خطط التنمية ويسرع بانتقال مجتمعنا إلى آفاق جديدة, إضافة إلى التأكيد على أهمية تحديث القوانين وإعادة صياغتها برؤية تتناسب وتطور المجتمع, هاتان النقطتان تشكلان ثنائية لعلاج المشكلات التي قد تتراكم من خلال صيغ تكون بعيدة عن استيعاب ما يجري من تغيرات اقتصادية تحدث في العالم.
إن مسألة التطوير والتحديث هي عملية مستمرة قوامها الإنسان القادر والمتمكن من استخدام أدوات الحضارة, إضافة إلى الشكل القانوني الذي يساهم في المحافظة على ما أنجزه للانتقال التدريجي إلى الشكل المراد والذي يخدم بالمحصلة أبناء المجتمع جميعا.
سيكون استمرار بناء سورية الحداثة والعصرنة بهذه الروح هو تصميم على أن تبقى قلعة صامدة تبني قدراتها وفق رؤية شمولية تأخذ بعين الاعتبار حالة النهوض المتوازن وفي جميع الاتجاهات عبر العمل الجاد والمخلص, وبنفس الوقت تتابع دورها القومي والوطني وتمضي في بناء الإنسان من خلال الواقع وضمن الإمكانيات المتاحة, وكما استطاع بلدنا الصمود بقوة وعزيمة فسيكون قادرا على متابعة الخطا وفي جميع المجالات لتبقى سورية مركز الإشعاع والاستقطاب والأنموذج الذي يحتذى به, ولابد من التأكيد على تلاحم الجماهير والتفافها حول السيد الرئيس بشار الأسد الذي يحمل تصور وملامح مجتمع متماسك متكامل تبنيه سواعد أبنائه المؤمنة بآلية التطوير والتحديث ,وصولا إلى تحقيق الطموحات وإدارة الموارد والإمكانيات وفق منظور اجتماعي واقتصادي على أرضية قانونية تتفهم حجم الحاجيات والاحتياجات.