وتلك بالتأكيد حالة صحية ومؤشر إيجابي على ضرورة التواصل ومواكبة كل ماهو جديد على مختلف الصعد..
سواء كان منها المالي أو السياحي أو الاقتصادي أو لقاءات رجال الأْعمال وغيرهم..!
باختصار, اللقاءات تلك ظاهرة تدعو للتفاؤل كونها تهدف لتطوير هذا الجانب أو ذاك ودفعه إلى الأمام من خلال التفاعل وخلق حوار بناء والتواصل بين المشاركين على اختلاف خبراتهم ومشاربهم, والسعي الجاد لتوفير فرص ومناخات استثمار جديدة وتحقيق جذب لرؤوس الأموال العربية والأجنبية..
فمن يتابع فعاليات هذه الندوات والملتقيات ويطلع على الأبحاث وأوراق العمل المطروحة خلالها يجد أنها فعلا قيمة وتستحق كل التقدير, لاسيما أنها مقدمة من قبل خبراء ومتخصصين بذلوا عصارة فكرهم وجهدهم لتقديم ماهو مفيد التي غالبا ما تحظى باهتمام وإعجاب المشاركين جميعا والجهات الراعية والداعية لها..!
والسؤال المطروح حاليا ما هو مصير تلك الأبحاث وأوراق العمل التي تقدم وتتحول إلى مجلدات فيما بعد..?وهل تتم متابعتها من قبل اللجان الفنية والعلمية إن وجدت لجان للمتابعة..?
ثم هل يستفاد منها بعد انتهاء الفعالية أو تأخذ طريقها إلى التنفيذ لتترجم فيما بعد إلى حقيقة على أرض الواقع..?!
بالتأكيد لا هذا ولاذاك.. لأن من يتابع كما ذكرنا النتائج يصاب بالصدمة وخاصة عندما يجد أن تلك الدراسات والأبحاث القيمة تتحول إلى مجرد أوراق طي الأدراج دونما فائدة تذكر, وكأن العمل بات أشبه بمسرحية تنتهي بانتهاء آخر مشهد فيها.. وهكذا يصاب أصحابها والمشاركون بالفعالية بإحباطات كبيرة لاسيما وأن إمكانية المعالجة والمتابعة من قبل الجهات المعنية قد تسهم في إيجاد الحلول الناجعة فيما لو تمت محاولات التطبيق الفعلي لها على أرض الواقع واستثمارها بشكل أمثل..!!
وللأسف نجد أن بعض الجهات لاتكتفي بتكديس الأوراق بل تلجأ عند تكرار هذا الملتقى أو تلك الندوة إلى تغيير التاريخ فقط الزمان والمكان لتقديم جداول الأعمال كما السابق دون تعديل يذكر..!!
وهذا يصبح بحد ذاته تكرارا واجترارا للماضي بكل ما يحمله من ثغرات وتتحول هنا تلك اللقاءات إلى نوع من البروظة الإعلانية والدعاية لهذه المؤسسة أو تلك بعيدا عن تحقيق الفائدة المرجوة على الرغم مما ينفق عليها من أموال وميزانيات شتى..!
تلك ظاهرة يجب الانتباه إليها جيدا مع الإشارة إلى ضرورة تشكيل هيئات عمل ولجان متابعة مهمتها الاستمرار في تطبيق ما تم التوصل إليه من توصيات ومقترحات والتنسيق التام مع الجهات ذات العلاقة لترجمتها إلى واقع فعلي يسهم جديا في إحداث تغيير لبنية هذه المؤسسة أو تلك ,ويحقق الطموح الذي نشهده جميعا وخلق نقلة نوعية تنعكس إيجابيا على اقتصادنا الوطني وتواكب مسيرة التطوير والتحديث التي تشهدها سورية الحديثة.. لتكون العبرة بالنتائج فعلا..!!