تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الخميس 18 / 11/2004م
ناديا دمياطي
أما وقد انتهى هذا اللهاث الجنوني لمتابعة المسلسلات الدرامية,

وتوقفت برامج ضخ الأموال التي فتحت لها خزائن صندوق النقد الدولي على ما أظن لمنح الجوائز السخية على كل جواب سطحي وتافه, كما وأسدل الستار (وأرجو ذلك) على دلع المذيعات الدلوعات والمدلعات على قدم وساق, فإن خزائن الفضائيات العربيات قد امتلأت بما لا يقدر من جني الأرباح الموسمية عبر ساحر خطير هو الإعلان الذي فاز بالضربة الإغرائية القاضية على كل مقاومة للمشاهدين.إنها حالة من الانفلات الإعلامي والإعلاني سجلت في تلفزيونات العجائب في (الفضائيات العربيات) والتي وصل عددها إلى مئات الفضائيات تشكل المصدر المسيطر الآن على ضخ المعلومات والمتعة -في غياب ثقافة الورقيات- للمشاهدين الذين تحتل فئة الشباب منهم 65%, تتجاهل معظم برامج الفضائيات مشكلاتهم وهمومهم وطموحاتهم لتغربهم عن واقعهم وتغرقهم في حالة من السحر الإعلاني الأسود.دعونا نعترف بأن هذا الانفلات الإعلامي جعل شعر رؤوسنا يقف قبل رؤوس الأموال التي تمول العديد من الفضائيات العربيات, والتي يحق لنا وضعها في قفص الاتهام مادامت تساهم في اختراق قيمنا ومجتمعاتنا لتعميم ثقافة الاستهلاك, التي لا هدف لها سوى الاستلاب والإبهار والترويج لملابس النجوم وقصورهم وسياراتهم ومكاتبهم ومطاعمهم ومنتجعاتهم التي لا توجد إلا في خيال من ينفقون الملايين على مسلسلات الدراما خاصة في شهر رمضان.وهنا نتساءل: لماذا لا ترفض رؤوس الأموال التي تمول الفضائيات أعمال العصابات الفنية التي تستبيح إعلامنا لتحقيق الشهرة والنجومية لمن لا يمثلوننا وليسوا منا بالتأكيد.في الأسواق شاهدت ملابس للشابات يروج لها على أنها آخر صرعات الموضة وهي ملابس روبي وحذاء روبي وكانت هناك شابة تدير معركة مع أمها لتجبرها على شراء تنورة روبي.‏

مشهد مؤسف يدفعنا لرفض الكثير من السموم الدرامية والفنية والإعلامية التي تبث على فضائيات العجائب 24 ساعة يوميا.‏

وسط هذه المجزرة الثقافية التي تديرها رؤوس أموال مجهولة نقدم الاحترام لشاشتنا الوطنية التي مازالت خارج قوة جذب السحر الإعلاني وتقاوم الاصطياد في عصر الفضاء.. وتمتلك قوة القرار لإنتاج الريادة. وترفض تماما الاستسلام لفكرة أن الفضائيات بشكلها الحالي قضاء وقدر لا راد له.‏

 

 ناديا دمياطي
ناديا دمياطي

القراءات: 30389
القراءات: 30384
القراءات: 30382
القراءات: 30385
القراءات: 30383
القراءات: 30382
القراءات: 30385
القراءات: 30388
القراءات: 30385
القراءات: 30394
القراءات: 30381
القراءات: 30388
القراءات: 30404
القراءات: 30384
القراءات: 30381
القراءات: 30383
القراءات: 30383
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30382
القراءات: 30380
القراءات: 30386

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية