تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين26/7/2004
رئيس التحرير د. فائز الصايغ
لا نعتقد أن أحدًا له مصلحة حقيقية في استقرار العراق وسلامة أراضيه ووحدة شعبه واستقلاله أكثرمن سورية, ذلك أن مايصيب شعب العراق يصيب الشعب السوري, وبالعكس سلباً وإيجاباً.

ويبدو أن الرسائل المتبادلة, عبر الوسطاء وناقلي الأفكار والمواقف, ووسائل الإعلام, لم تؤت ثمارها بالشكل المطلوب طيلة الفترة الماضية, لكنها أعطت النتائج المطلوبة, إن لم نقل أكثرعندما صار الحوار وجها لوجه, وهذا ماجسدته زيارة السيد إياد علاوي رئيس وزراء العراق الى دمشق ومباحثاته مع السيد الرئيس بشار الأسد ورئيس الوزراء المهندس محمد ناجي عطري. ‏

فالحرص على العراق وشعبه, والتوق إلى إقامة أفضل العلاقات معه, لم يكن وليد ظرف من الظروف, أو استجابة لحالة من الحالات وانما وليد شعور قومي أخوي, لابل وليد ضرورة حياتية تتصل بالمستقبل كما الماضي العريق, فضلاً عن الإيمان الراسخ بأن لاخيار أمام البلدين إلا خيار اللقاء والتواصل.. لا بل التنسيق لمواجهة تحديات الزمن التي تتجاوز ظروف العراق الراهنة, كما تجاوزت ظروفه السابقة, وتحديداً ظروف حكم الرئيس العراقي السابق الذي استهدف سورية واستهدف شعبها بسياساته وممارساته حيناً, وبرعونته أحيانا.. ‏

لقد وقفت سورية ضد الحرب العبثية التي شنّها نظام صدام حسين ضد الثورة الإيرانية, كما وقفت ضد الغزو العراقي للكويت, وتصدت للسياسات الرعناء في مختلف المحافل والمؤتمرات العربية والدولية, وكان هدفها أولاً وأخيراً الحرص على سلامة الشعب العراقي ووحدة أراضيه, وتجنيبه الويلات والأثمان المكلفة التي سببتها حروب صدام ومواقفه. وقد دفعت سورية جراء مواقفها القومية والأخوية أثماناً باهظة محلياً وعربياً ودولياً, وكلنا يذكر موقف العديد من الأشقاء من سخرية حراسة صدام حسين للبوابة الشرقية يوم حطّم البوابات, وانتهك المقدسات, وأدخل المنطقة العربية والعرب في دوّامة التحولات التي نشهدها اليوم, سواء على الساحة العراقية أم الساحة العربية بما في ذلك احتلال العراق. ‏

وما نرجوه اليوم أن يتمكن العراقيون من وضع الأسس اللازمة ,وتوفير الظروف الملائمة لانسحاب القوات الأجنبية من أرضهم, وتمكين الشعب من صياغة نظامه السياسي بالشكل الذي يريد, وبما يحافظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً, ففي وحدته تكمن قوته, وفي علاقته المميزة مع سورية يكمن المستقبل. ‏

ولا أعتقد أن عراقياً أو سورياً يجانب هذه الحقيقة, فهي بدهية جغرافية, سياسية واجتماعية يتوق الى تحقيقها البلدان إن تحققت.. وعندما لايتحقق, فلأن قوى أجنبية لها تأثيرها, أو قوى محلية تمسك بالزمام لاتريد ذلك ولا ترى فيه مصلحتها . ‏

هكذا حُكمت العلاقات السورية- العراقية طيلة عقود من الزمن, والمعيار هو السؤال المطروح دائما أين العراق وإمكاناته البشرية والمادية من الصراع العربي- الإسرائيلي? ‏

عِبَرُ الماضي كثيرة.. ومتعددة, وما نتمناه اليوم أن نستخلص منها المطلوب, وأن نضع المستقبل أمامنا, وأن نعمل على بنائه بما يتوافق مع تطلعات العراقيين تجاه سورية, وتطلعات السوريين تجاه العراق, وتحقيق مصالحهما المشتركة في زمن قياسي وتعويض فاقد القطيعة التي فرضها نظام صدام حسين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعقائدياً طيلة العقود الماضية. ‏

ولعل العبرة الأهم هي وحدة شعب العراق ووحدة أرضه, ونيل استقلاله الناجز, وهذا يتطلب وقفة أخوية عربية تشكل سورية طليعتها وركنها الأساس.. وهذا ماعملت سورية من أجله وستعمل مستقبلا بكل الإخلاص المعهود والتضحية السمحاء, فما يصيب العراق يصيب العرب وفي الطليعة سورية. وهذا مالمسه السيد علاوي خلال زيارته لسورية مضافاً الى مايعرف ويؤمن به يوم ضاقت به وبكثيرين السبل فلم يجدوا إلا دمشق ملاذا آمناً ومناخاً طيباً للتفاعل السياسي والاجتماعي. ‏

لقد حققت زيارة السيد علاوي خطوة مهمة على الطريق الصحيح, حققها التواصل والحوار المباشر, وأثمرت نقلة نوعية في التعامل سواء لجهة إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية, أم لجهة ضبط الحدود بالاتجاهين, أم لجهة التأسيس لعلاقات مستقبلية مرتجاة . ‏

وما نرجوه تشكيل لجان أخرى من مهامها; تفعيل العلاقات الثنائية المتعددة الجوانب والوجوه, بما يجسد تطلعات الشعب العربي في البلدين الشقيقين.. فكلانا عمق للآخر ويكتمل به.. ‏

 

 د. فائز الصايغ
د. فائز الصايغ

القراءات: 30395
القراءات: 30395
القراءات: 30398
القراءات: 30388
القراءات: 30392
القراءات: 30392
القراءات: 30398
القراءات: 30397
القراءات: 30391
القراءات: 30395
القراءات: 30405
القراءات: 30392
القراءات: 30400
القراءات: 30390
القراءات: 30398
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30391
القراءات: 30393
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30391
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30385
القراءات: 30394
القراءات: 30394
القراءات: 30392
القراءات: 30392
القراءات: 30399
القراءات: 30393
القراءات: 30392
القراءات: 30401
القراءات: 30393

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية