تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين26/7/2004
أسعد عبود
عادي.. عادي جداً, أن تعلن وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها ستبدأ بتوزيع حبوب مضادة للإشعاع النووي بداية الشهر القادم لسكان المدن المجاورة لمفاعلاتها النووية, فذلك عادي جداً..

عادي في إطار الاستثناء, فإسرائيل استثناء في هذا العالم.. دائماً لها ما ليس لغيرها.. ومن هنا نبعت لا مبالاتها بكل ما تقرره جهات العالم ومنظماته ومؤسساته. ‏

هي خارجة على الأمم المتحدة, خارجة على القانون الدولي, خارجة على محكمة العدل الدولية, خارجة على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية.., خارجة على ذلك كله ورافضة له وعلى العالم أن يسمع ويفهم.. ‏

لقد سمع العالم وفهم, لكن.. أليس غريباً.. أن يظهر العالم عجزاً إلى هذه الدرجة أمام إسرائيل? لقد احتلوا العراق, اعتدوا على شعبه وحضارته وتاريخه, بحثاً عن وهم أسلحة الدمار الشامل, ولم يجدوا منها شيئاً ولا حتى بأبسط صورها.. في حين لا يجرؤ أحد أن يسأل إسرائيل أن تقر أو تنفي بوجود هذه الأسلحة لديها.. فكيف أن تحدد مخزونها منها.. لماذا يتخاذل العالم أمام إسرائيل..?: ‏

بصراحة, تخاذل العرب أمامها هو الذي سهل للعالم هذا الموقف وروجه عندهم?. ‏

إسرائيل توزع حبوباً على ساكني المدن القريبة من مفاعلاتها النووية مضادة للإشعاع, تيقناً منها ان ثمة تسرب إشعاعي من هذه المفاعلات.. وهذا يعني أن إسرائيل ومفاعلاتها التي لا تكشف إلا لها, ومنتجاتها فيها.. تشكل خطورة لا إرادية (نفترض) على كل دول المنطقة.. هذا ناهيك عن الخطورة الإرادية التي يشكلها امتلاكها للسلاح النووي.. فماذا تفعل الدول العربية التي قد يهدد أمنها التسرب الإشعاعي أو الخطورة اللا إرادية?. ينتظر العرب ببساطة وقوع الكارثة كي يستنجدوا بدول العالم وهيئاته للإنقاذ? ‏

ثمة إنذارات تكررت عن الوضع الأمني لمنشآت ومفاعلات إسرائيل النووية.. ونقل الإعلام أكثر من مرة هواجس ليست بلا أرضية لدول عربية حول التسربات الإشعاعية من المفاعلات النووية.. ‏

لكن.. تعاطفاً مع التحرك العربي الخجول, لعل العالم يخجل من إبداء حركة في هذا المجال.. ألم يقل لنا كثيرون في العالم: لا يمكن أن نكون ملكيين أكثر من الملك..? ‏

هناك مفاعلات نووية.. وهناك سلاح نووي.. وهناك تسربات إشعاعية.. وكل ذلك يضمن سلامته إسرائيل فقط?.. بل هي لا تضمنه تماماً, فإن توزع حبوباً مضادة للإشعاعات على ساكني المدن القريبة من مفاعلاتها, يعني أن الشك على الأقل قائم في الذهن الإسرائيلي.. ألا يحق لنا أن نشكو.. نشكو للعالم نطلب العالم لنطالبه ومعه أميركا بالضرورة الحتمية لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل, وبإلزام كل المنشآت النووية فيها بقبول رقابة وإشراف الهيئات الدولية.. عندئذ فقط, سيكون الضمان والأمان.. ولن نحتاج توزيع الحبوب المضادة للإشعاعات على الناس ولاسيما أنهم قد يتأخرون ليتذكرونا ببضع حبات.. ‏

 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30391
القراءات: 30385
القراءات: 30393
القراءات: 30395
القراءات: 30387
القراءات: 30394
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30393
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30394
القراءات: 30402
القراءات: 30386

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية