كلاهما انطلقا من فكرة واحدة, ولم تكن ثمة فوارق تذكر, ومن ثم أصبح الكتابان مرجعين أساسيين في تاريخ الادب العربي, وهكذا اسس المؤلفان لانطلاقة اعمال موسوعية وعلى قاعدة واحدة لم تتبدّل ولم تتغير, لم يبنِ من جاء بعدهما علي ما أسسا له, إنما ظلّت فكرة واحدة تسيطر على منْ سار على الدرب.
منهج واحد, لم يتبدل ولم يتغير, ونتيجة واحدة هي الدوران حول نقطة لاتحول ولاتزول, واليوم تبدو الحالة في البناء الفكري والتربوي والاعلامي ليست بعيدة عن تلك البدايات, ثمة من يتحدث عن تطوير وعن استراتيجيات,مناهج تعليمية تبدّل وبقرار, ثمة طلاب ينفرون, وثمة حديث عن استراتجيات إعلامية وثقافية, وإعادة هيكلة وتجريب.
أحاديث كثيرة, واسئلة أكثر الحاحاً,ولعلّ على رأسها السؤال الهام الذي لانجد بدّاً من طرحه ألا وهو: هل نبني على ماتأسس, ولماذا لانرى البنيان يرتفع? ولماذا ندور حول نقطة واحدة .وهل نسينا ان التطوير لا يعني الهدم, وبالوقت نفسه لايعني الترميم, بل هو تفاعل حقيقي, يبدأ من الأساس لامن الأعلى, في الثقافة ثمة مراكز ثقافية ومحاضرون, ولكن هل سألنا : لماذا ينفر ابناؤنا من مكتباتهم المدرسية ومناهجهم? وفي الاعلام لدينا مؤسسات اعلامية لها هيكليتها, وهي قادرة على متابعة رسالتها وتجديد ادواتها, ولكن السؤال الذي يجب ان يطرح نفسه: هل هي بهذه الحالة المرضية حتى نسمع مانسمع, جراحة واستئصال وكأننا نريد ان نبدأ من تحت الصفر..