تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين 8 / 11/2004م
أسعد عبود
أكبر ضياع للجهد هو فيما نبذله لاكتشاف ما هو واضح. والذين راهنوا على تغيير الإدارة الأمريكية كالذين يراهنون على تغييرات في هذه الإدارة بعد إعادة انتخاب الرئيس بوش.. وغيرت أمريكا أم لم تغير يبقى الأصل عندنا.. هل نغير ما لدينا..?

إن أمريكا ليست سيئة النية بقدر ما هي عاجزة -ولا أبرر لها- أن ترى الدنيا إلا بذاك المنظار.. فهي المنتصر في عالم تهاوى فيه خصمها الأساسي.. وحانت فرصة الهيمنة إلى حدود السيطرة, فمن ذا الذي يطالبها بأقل من ذلك?! أعتقد أن علينا أن نتوقف عن اكتشاف مالطا.. وأن نؤمن أن هذه المقدمات ليست مرجا ولا هرجا.. بل أوليات سياسية ستستمر طويلا.. سياسة لا يمكن لأحد أن ينكر وضوحها الشديد الذي تظهره مفارقة المقارنة بين موقفين: كل الإسلام والعرب متهمون.. صراحة.. تتهمهم الإجراءات والقوانين والمواقف المعلنة وغير المعلنة.. والخاطىء الأكبر من يعتقد أنه في منأى عن هذا الاتهام.. يكفيك اليوم وبفعل قانون العقوبات على (معاداة السامية) أنك ما لم تنظر بعين الرضى إلى احتلال فلسطين وتشريد شعبها وتدمير بناها وقتل أبنائها فستكون في الموقع الذي فرضت عليه أمريكا العداء..‏

وكل الصهاينة واليهود في العالم مصانون.. بقانون ما.. لم يحظ به قوم في التاريخ.. لماذا..?‏

إنها العنصرية.. مرة عاملوهم عنصريا فكووا جلودهم في الغرب ومرة أخرى عاملوهم عنصريا فجعلوهم -في هذا الغرب أيضا - خارج حدود النقد أو الإشارة إلى خطأ..‏

فماذا تكتشفون بعد..‏

أمريكا ليست مخطئة.. فهذه هي أمريكا.. هذا ما اختارته لنفسها فعلى ماذا يتكل أولئك الذين فرض عليهم العداء..?‏

على أوروبا مثلا?‏

لا أوروبا.. ولا أمريكا.. ولا آسيا.. يمكن أن تفكر ليوم واحد بما نريد.. كيف يحصل ذلك إن كنا نحن لا نعرف ما نريد..?‏

ها هم على أبواب الفلوجة.. مدينة صغيرة منكوبة, يحاصرونها من كل اتجاه, ويفرضون الموت عليها.. ودون أي استنتاج متطرف نقول: إن السبب لذلك كله أن الفلوجة أبكرت في رفض الاحتلال واستمرت عليه, فاتهمت بأنها مأوى الإرهاب والإرهابيين.. وستدفع الثمن على التهمة, ألم يدفع العراق الثمن على التهمة?‏

ألم تكن حكاية أسلحة دمار شامل, وعلاقته بالقاعدة مبررات غزوه والحرب عليه.. وظهر كذب ذلك كله فماذا كانت النتيجة? جددت أمريكا لإدارتها فرصة الحكم لأربع سنوات أخرى..‏

وها هي الفلوجة تحت الحصار.. ومئات ملايين العرب والمسلمين ينظرون ويحللون.. فماذا ستكون النتيجة.. إن لم يجدوا فيها لا أبو مصعب الزرقاوي ولا من شبه به..?‏

إن أحسن رامسفيلد تدمير الفلوجة, وسد ثغرة رفض من خلالها الاحتلال.. لعله يحظى بفترة أخرى لقيادة البنتاغون ونحن نبقى ننظر ونحلل.‏

 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30388
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30391
القراءات: 30385
القراءات: 30393
القراءات: 30395
القراءات: 30387
القراءات: 30394
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30393
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30394
القراءات: 30402
القراءات: 30386

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية