لقد غاب الحديث عن (مأزق) العراق وكيفية الخروج من عنق الزجاجة... وغاب (تماما) عن أي ذكر لفضيحة سجن أبو غريب التي هزت مشاعر شعوب العالم... ولم يتطرقا للصراع العربي- الإسرائيلي البالغ الخطر إلا من خلال الإشارة إلى التزام كل منهما المطلق بأمن وحماية (إسرائيل) بغض النظر عن تحديها للشرعية الدولية (المزمن)!
أما بالنسبة للقضايا المحلية فيبدو أن المرشحين تسترا بالشعارات على حساب المضمون ولم يقنع أي منهما أغلبية الشعب الأمريكي بما لديه من خطط -مثلا- لمعالجة الوضع الاقتصادي الذي ازداد سوءا في السنوات الأخيرة, لذلك بقي التنافس (المتكافىء) هو سيد الموقف بينهما وفق ما تؤكده استطلاعات الرأي حتى الآن!
صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها المنشورة منذ يومين لم تستغرب محاولة بوش تفادي الحديث عن فضيحة سجن أبو غريب.. بينما استغربت ذلك من كيري متهمة إياه بالابتعاد عن الموضوع خشية الخوض في حيز الانتقاد دون التقدم ببدائل فعالة!!
رغم كل ما تقدم فإن الأمريكيين باتوا اليوم أكثر معرفة بمواقف المرشحين الأساسيين (بعيدا عن المرشح المستقل الثالث رولف نادر) وذلك كنتيجة لهذه المناظرات التي شاهد كلا منها نحو خمسين مليون مشاهد داخل وخارج أمريكا... لكن مع ذلك فإن معظم (الأمريكيين الذين سيدلون بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد بعد نحو اسبوعين لديهم (قرارات مسبقة) قبل المناظرات.. ولم تتغير بعدها أبدا.. وطبعا هذا يطرح تساؤلات عديدة حول (شكليات) و(مضمون) و(موضوعية) و(نتائج) تلك المناظرات!!