ومهرجان دمشق يؤكد التواصل الثقافي بين الحاضر والماضي, إذ يضم فعاليات تراثية وفنية وسياحية متنوعة, ويضم الأسبوع الثقافي الإيراني نشاطات متعددة من عروض سينمائية وندوات أدبية, ومعارض للكتب والفن التشكيلي والحرف.
إنها ظاهرة فريدة أن تعبر دمشق رمز الوطن الكبير عن أصالتها وثقافتها, وأن تفتح في الوقت ذاته صدرها لثقافة وفنون الشعوب الصديقة, وهذه الظاهرة تؤكد حقائق متجذرة في وطننا وفي قلوب ساكنيه.
إذ تعبر عن التواصل الثقافي والحضاري مع الثقافة الإيرانية الصديقة التي تتميز بالكثير من القواسم المشتركة مع الثقافة العربية, فعبر مئات السنين امتزجت الثقافتان العربية والإيرانية, وشكلتا في بعض فترات التاريخ ثقافة واحدة.
ونجد في الأسبوع الثقافي الإيراني أمثلة على الثقافة المشتركة, فقد عرض في الأسبوع السينمائي فيلم (المتبقي) الذي أدى شخصياته فنانون سوريون وكان من إنتاج وإخراج إيراني.
ومن ضمن فعاليات الأسبوع ندوة عن القواسم المشتركة بين الأدبين الفارسي والعربي.
وخلاصة القول: إن الشعوب الحيوية تتفاعل مع ثقافات الشعوب الأخرى فتؤثر بها وتتأثر فيها من دون أن تفقد خصوصيتها, وبما يعني في النهاية أن الثقافة الإنسانية واحدة مهما تباعدت المسافات, وعندما تنبع الثقافة المشتركة من رغبة صادقة وحب كما هو في حالة الثقافة الإيرانية- العربية, ترتقي هذه الثقافة إلى درجة الكمال والإبداع المتميز.