تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين 27/9/2004
علي نصر الله
أين السفراء العرب ?! .. لن نحاول الإسهاب في بيان مهام السفراء العرب في الدول الغربية والأجنبية

, لكن ,‏

بكل تأكيد لايكاد يختلف اثنان بشأن الوظيفة التي يمكن أن يؤديها السفير العربي في الخارج, لجهة التعريف ببلاده ومواقفها من القضايا المطروحة على الساحة الدولية , وبشأن الواجب الذي ينبغي أن يقوم به على المستويات السياسية والثقافية ,ومحاولة استقطاب - في أقل تقدير - المثقفين الغربيين والأجانب الذين يقفون إلى جانب قضايانا العادلة في كتاباتهم ولوحاتهم ومنشوراتهم.‏

بل أن الحديث عن واجب القيام بمثل هذه المهام يبدو حديثاً شديد التبسيط , ويكاد يرى البعض في مطالبة السفراء العرب القيام به سذاجة مابعدها سذاجة , إذ إنه إذا كان السفير وأركان السفارة وملحقاتها لم يقوموا مجتمعين بذلك فما الأعمال التي يقومون بها إذاً?! .‏

كي لانثير الاستغراب.. فإن مناسبة الحديث والتساؤل عن سفرائنا العرب هو مالفت انتباه السفيرة الاسرائيلية في النرويج ليورا هرتزل , ولم يسترع انتباه جميع السفراء العرب في أوسلو , والذين كان الأحرى بهم أن يحتضنوا الفنان النروجي سيجورد بيورن انجفيك لا أن يتنبهوا إلى عمله الفني الذي انتصب في ميدان يونجشتورجت وسط مدينة أوسلو.‏

العمل الفني هو عبارة عن نصب اشتمل أحد جوانبه على صف من الكلمات هي : أرييل شارون .. الدمار .. الاغتصاب والقتل .. صبرا وشاتيلا .. وببساطة فهو يشير إلى الأعمال الإجرامية التي نفذها شارون - ومازال يستكمل تنفيذ المزيد منها - في فلسطين ولبنان.‏

السفيرة هرتزل أثارها النصب , وراحت تفكر في خضم ثورتها عن ذريعة تتقدم بها إلى الحكومة النروجية أو إلى بلدية أوسلو , لكنها لم تتمكن من العثور على حجة للمطالبة بإزالة النصب من مكانه سوى التذرع بأنه يعد في قاموسها عملاً معاديا ً للسامية , لطالما اعتاد الاسرائيليون ابتزاز وجلد الغرب كل الغرب بإشهار سلاح معاداة السامية في وجههم عند كل صغيرة وكبيرة تبرز في المجتمعات الغربية , وعند بروز أي موقف سياسي موضوعي للحكومات تجاه سياسات إسرائيل العنصرية والإرهابية .‏

هي دعوة للتمعن في ضعف الحجة من جهة , حيث لايمكن لعاقل أن يعتقد لبرهة أن إبراز الجانب الإجرامي والإرهابي لشارون -وهو مجرم الحرب المعروف عالمياً - هو معاداة للسامية ,كما لايمكن لأحد أن يختزل السامية في شخص ش¯ارون , خاصة أن الفنان النروجي لم يذكر إسرائيل ولا اليهودية , وإنما سلط الضوء على جرائم شارون , وهو معروف في بلجيكا والنروج وغيرهما من الدول الغربية على أنه مجرم حرب , وأنه مازال مهدداً بالمحاكمة هناك لارتكابه جرائم حرب.‏

وهي دعوة - من الجهة الأخرى - لكل السفراء العرب والمعنيين للاهتمام بنتاج أمثال الفنان انجفيك والكاتب الفرنسي روجيه غارودي وحفيد المهاتما غاندي أرون غاندي و .. وغيرهم , واحتضانهم , ذلك أنهم يمثلون سفراء اضافيين لنا ولقضايانا في بلادهم , فهل يعمد سفراؤنا العرب إلى مراجعة أجنداتهم ونشاطاتهم اليومية ليتعرفوا الى أي حد هم غائبون عن فعاليات المجتمعات التي أوفدوا إليها كممثلين رسميين لدولهم وش¯عبهم العربي بقضيته وتاريخه الثقافي والحضاري ?!‏

 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30391
القراءات: 30379
القراءات: 30391
القراءات: 30392
القراءات: 30391
القراءات: 30380
القراءات: 30394
القراءات: 30391
القراءات: 30388
القراءات: 30391
القراءات: 30391
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30384
القراءات: 30399
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30392
القراءات: 30393
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30392
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30394
القراءات: 30394
القراءات: 30383

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية