تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين 27/9/2004
أسعد عبود
التناقض في التصريحات والمواقف داخل الإدارة الأمريكية الذي كان حديث الإعلام خلال الأيام الماضية, حقيقة تعبر عن نفسها بشكل أوضح لكنها ليست جديدة أبدا.

طبعا لا يعني ذلك أننا أمام إدارتين أمريكيتين, هي بالمحصلة إدارة واحدة. وبعيدا عن الكلام الشفهي والاستنتاج الإعلامي فالنظام الأمريكي هو نظام (ما يريده الرئيس) طالما القوى التي تدعمه مسيطرة.. لا شك أن التصويت يحصل والأيدي المرفوعة تحصى.. لكن.. في برلمان يتخذ فيه قرار يعنى بالأصقاع البعيدة, يتدخل بشؤون دول أخرى, يتصرف على حساب دافع الضرائب الأمريكي.. دون أي معارض ثمة ما يثير الريبة.?‏

لماذا نسخر من الإجماع في برلمانات العالم الثالث غالبا?!‏

طبعا أنا لا أدعو لتحديث هذه البرلمانات ولا لإصلاحها بل لاستبدالها بأخرى حقيقية تقوم على أسس وطنية فعلية تكون فيها المواطنة هي الاعتبار الأول والأخير.. لكنني أرى أن الطابع الذي يثيره الإجماع متوفر أيضا في دول (ديمقراطية) وإن اختلفت الأسباب وقوى السيطرة.‏

لا أعتقد أن هناك إدارتين في أمريكا.. ولم تكن.. لكن.. الاختلاف في المواقف لاسيما حول العراق, ليس بجديد أبدا وبالمطلق حتى أن الاختلاف أخذ طابعه المحوري بين نقطتي تمركز هما الخارجية والبنتاغون.. وتمت الأمور في ظل السيطرة التي فرضت رؤية البنتاغون ليس على الخارجية فقط.. بل وعلى البيت الأبيض, مستفيدة مما عرف عن الرئيس بوش من عدم دراية بشؤون العالم. وبمحاولة للتوقع المبني على المعطيات يغلب على العقل القناعة بأنه لو كان ميل (السيطرة) لصالح الخارجية, ولصالح باول تحديدا.. لما وقعت حرب العراق.. صحيح أن الرجل تورط وهو يقدم صورا أحضرها البنتاغون حول معامل أسلحة الدمار الشامل في العراق أو دافع عنها تحت يافطة وحدة الإدارة الأمريكية.. وهي وصمة في تاريخه.. لكن.. كل المعطيات تشير بوضوح أن التناقضات بين الخارجية والبنتاغون أولا ليست جديدة, وثانيا ليست في التصريحات فقط.‏

البنتاغون ممثلا برامسفيلد, لا يتناقض مع ارميتاج وعلاوي والخارجية الأمريكية فقط.. بل هو يتناقض مع نفسه ومع تصريحاته السابقة.. إنه تناقض الهزيمة التي لم تعلن عن نفسها بعد.. لقد ألزموا الرئيس بوش يوما أن يعلن النصر.. ولم يكن نصرا.. بل كان بداية المغطس الحربي الدموي الرهيب. فكيف يواجهون الحقائق على الأرض.. أما الخارجية الأمريكية فتصرفت بسلوك المسؤولية الدولية ومسؤولية الدولة فعلا..‏

البنتاغون يبحث عما يستر الهزيمة.. ولو بالكذب والادعاء والجور على الحاضر والتاريخ.. يقول رامسفيلد:‏

هذا البلد (العراق) لم يكن في يوم من الأيام يعمه السلام أو مثاليا, ومن غير المرجح أن يكون كذلك..‏

مثل هذا التصريح الذي يكشف الجهل الفعلي بالتاريخ وبالحقائق وبالأصول.. يذكر بتصريحات رامسفيلد الكثيرة عن أوروبا العجوز.. عن الاتحاد الأوروبي كاتحاد عقاري لا سياسي.. وعن أسباب ورطته في العراق..‏

مثل هذا التصريح لا يمكن أن يصدر عن رجل ديبلوماسي حصيف ككولن باول مثلا.. بغض النظر عن مسؤوليته التي تفرض عليه الحرص على وحدة القرار الأمريكي وموقف الإدارة الأمريكية.. كثيرون قالوا أن لا خلاف مع الشعب الأمريكي إنما مع إدارته.. ويمكن أن يكون ليس مع كل إدارته.‏

 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30391
القراءات: 30385
القراءات: 30393
القراءات: 30395
القراءات: 30388
القراءات: 30394
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30393
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30394
القراءات: 30402
القراءات: 30386

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية