نظراً للفارق الكبير في السعر. ويتم تهريب كميات كبيرة من المازوت المدعوم من قبل الدولة ويدفع فارق السعر من المال العام, ليتولى المهربون إخراجها من البلاد وهي التي خصصت للاستهلاك المحلي ولتأمين حاجة الناس والاستخدام الزراعي والصناعي وغيرها من المجالات.
ويتم هدر المازوت أيضاً بشكل كبير في التدفئة وتسخين المياه حيث يتم حرق كميات كبيرة من المازوت, في حين أن هناك طريقة اقتصادية لتسخين المياه عن طريق الطاقة الشمسية واستخدام السخان الشمسي بما يسمى الطاقة النظيفة والبديلة.
فالشمس تشرق في بلادنا أكثر من /300/ يوم, في حين أن مناطق البادية وحتى مدينة دمشق نادراً ما تحتجب عنها الشمس حتى في فصل الشتاء.
وهناك دراسات تؤكد أنه لو تم توفير نسبة 5% من استهلاكنا السنوي للمازوت عن طريق استخدام السخان الشمسي, لوفرنا بهذه الطريقة كمية /300/ ألف طن من المازوت يبلغ ثمنها نحو 120 مليون دولار, لأن استهلاكنا من المازوت سنوياً يبلغ نحو /6/ ملايين طن, بسعر 392 دولاراً للطن الواحد, وذلك حسب أرقام وزارة النفط والثروة المعدنية.
ومع ذلك فليس هناك إقبال ملموس من قبل المواطنين على استخدام السخان الشمسي, علماً أن ثمنه مع تجهيزاته يتراوح ما بين 30 - 40 ألف ليرة سورية, ولا ندري إن كانت تكلفة السخان الشمسي هي السبب أم أن المواطن لا يريد أن يغير عاداته في استهلاك المازوت, علماً أن هناك نوعاً من القروض خصص لتمويل السخانات الشمسية, وحتى قروض التسليف الشعبي وغيرها من القروض يمكن أن يستفاد منها في مثل هذه الحالة.
وهناك مشروع سيدرس في اللجنة الاقتصادية من أجل مساعدة غير القادرين من العاملين في الدولة لتقديم مبالغ لشراء السخان الشمسي, على أن يسترد هذا المبلغ بالتقسيط كقرض حسن دون فائدة أو كسلفة تسترد من الرواتب بالتقسيط المريح.
وإذا كانت أوضاع الأبنية السكنية القديمة وأبنية السكن العشوائي لا تساعد كثيراً على إقامة السخانات الشمسية, فليتم إلزام الضواحي السكنية الحديثة ومساكن الدولة ومشاريع السكن الشبابي بإقامة سخانات شمسية في هذه المساكن, علماً أن العمر الاقتصادي للسخان الشمسي يتراوح بين 20 - 25 سنة.
وفي الوقت الذي يحذر فيه الخبراء من نضوب النفط خلال الخمسة عقود القادمة عالمياً, وخلال العقدين القادمين في بلدنا, هذا إذا لم تتم اكتشافات جديدة غير متوقعة, في هذا الوقت تتجه دول العالم للبحث عن طاقات بديلة تحل مكان النفط, ومن ضمن هذه الطاقات الطاقة النووية والطاقات المتجددة التي تتولد عن الشمس والرياح وغيرها من الطاقات البديلة النظيفة والصديقة للبيئة.
ولدى وزارة الكهرباء مركز متخصص بالطاقات المتجددة سيعمل على إيجاد طاقات بديلة.
والدعوة إلى استخدام الطاقة الشمسية في تسخين المياه ليست جديدة فقد مضى عليها عقود من الزمن, لكن الفكرة رغم أنها أثبتت جدواها لم تلق رغبة من الناس, فبدلاً من وضع سخانات شمسية على الأسطحة نصبت عشرات الألوف من الصحون المعدنية اللاقطة للبث التلفزيوني الفضائي?!!