كما يرمي هذا اليوم إلى توضيح أهمية سلامة البيئة المحيطة في هذا المجال, طبعا مسألة السكن والسكان وهمومهما لاتخص دولة بعينها, إنما تخص مجموع الدول التي تعاني من زيادة سكانية وأزمة في السكن, الأمر الذي يفرض تحديات مستقبلية من أبرزها تحديات مواجهة التكتلات الاقتصادية التي بدأت ملامحها منذ فترة زمنية بعيدة, وفي مقدمة هذه التكتلات الاتحاد الأوروبي, ومنطقة التجارة الحرة لأميركا الشمالية (سيان), كل ذلك جعل البلدان التي تعاني من مسألة النمو السكاني ونحن منها تواجه تحديات كبيرة في ظل النمو السكاني المرتفع كما قلنا.
وفي ظل تفاقم حجم الديون, ما يزيد الأمر سوءا على المخططين العرب وغير العرب في تلك البلدان وضع أسس متينة وواقعية لربط عملية النمو السكاني بالتنمية, هوارتفاع نسبة من هم تحت خط الفقر, إذ تبلغ نسبتهم في البلدان العربية على سبيل المثال لا الحصر بالمتوسط ما بين 20و 25% بالمئة من إجمالي مجموع السكان.
بطبيعة الحال هذه المسألة تتطلب وضع سياسات اقتصادية تحد من الفوارق الكبيرة في الدخول ,وتراعي توزع الدخل بشكل أمثل, كي لاتتراكم أعداد من هم تحت خط الفقر, لأن ذلك يخلق ظروفا اقتصادية واجتماعية تنعكس سلبا على الأداء الاقتصادي, ولانريد التطرق هنا إلى ارتفاع مجموع السكان في العديد من الدول في العالم, هذا الارتفاع الذي يشكل عائقا رئيسيا للتنمية, لأن النتيجة الحتمية لا طرد النمو السكاني غير المنضبط هو ازدياد في الكثافة السكانية, وبالتالي الضغط على الموارد الطبيعية, وزيادة في الاستهلاك, وما ينجم عن ذلك من آثار تتمثل في نقص الكفاية الغذائية, والخدمات الصحية التعليمية, والإسكان, وغير ذلك من أمور لها علاقة مباشرة بمسألة السكن وأهميته في حياة الانسان.
إننا وبمناسبة يوم السكان العالمي نؤكد للمرة المليون على ضرورة ربط المتغيرات الديمغرافية بعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية, نظرا لوجود تباين بطبيعة العلاقة بين السكان وبين التنمية الاجتماعية والاقتصادية, ونحن في سورية من التركيبة السكانية في العالم, وهذا التباين يفرض بالضرورة على كل دولة تنمية مواردها الاقتصادية والسكانية وفق خطة مدروسة مبرمجة يأتي في مقدمتها التوسع في إدماج العامل السكاني في خطط وبرامج التنمية الشاملة مع الأخذ بعين الاعتبار تطوير البنية الاقتصادية بكافة فروعها وقطاعاتها, لمواكبة النمو السكاني ,مع ضرورة إدخال الثقافة السكانية في مناهجنا التربوية بشكل فعلي وفعال لأنه عندما نبدأ بمسألة التوعية السكانية, ونبين خلالها مخاطر الزيادة السكانية غير العقلانية منذ مرحلة التعليم الأساسي الأولى, نكون قد وضعنا يدنا على الجرح الذي استنزفنا سنوات طويلة, ونكون أيضا قد وضعنا الحلول لمسألة النمو الاقتصادي والاجتماعي بما ينعكس على خفض معدلات خط الفقر عندنا .