وإذا كان السؤال عن كيفية إشغال أوقات فراغ هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع له أجوبة في الريف فإنه لايزال يبحث عن أجوبة عند سكان المدن .. فهل لدينا منتزهات في ضواحي المدن أو حدائق عامة ذات مساحات شاسعة يمكن ان نمضي فيها أوقات فراغ طويلة على مدار نهار كامل ... وهل توجد أندية اجتماعية أو رياضية تشجع أفراد الأسرة للانتساب اليها ولديها البرامج المناسبة لذلك ..?
ورغم أن بلادنا جميلة ومناخها مناسب ورغم أن البنية التحتية من طرق وجسور وساحات تم استكمالها إلا أنها لم تلحظ على جوانبها أماكن للتنزه ولاسيما على جوانب الشوارع العريضة المزروعة بالأشجار وذات المسطحات الخضراء ..
ونقصد بالتنزه ليس الجلوس فوق العشب .. إنما بأشكاله الأهم ومنها ممارسة رياضة المشي وركوب الدراجات الهوائية ولئن كانت هناك بوادر طيبة على ممارسة رياضة المشي بصورته المشوقة عبر ارتداء ألبسة الرياضة , فإنها لاتزال محدودة وغالباً مايكون دافعها التخلص من السمنة الزائدة ولاسيما بين النساء أو استجابة لنصيحة طبيب .
وهنا نذكر الأهل أن من حق الأطفال التنزه مرتين يومياً ضمن جولات بالهواء الطلق عوضاً عن قمعهم وحرمانهم من اللعب داخل المنازل الضيقة ..
أما الدراجات الهوائية فهي نوع من الرياضة المفيدة للصحة وتعوض الافتقار الى الحركة أيام الحياة الروتينية , ويبدو كأنها من المحظورات إذ لايشجع عليها المخططون للطرقات والساحات العامة ولايأخذون على محمل الجد موضوع تخصيص مسارات للدراجات علماً ان مختلف شرائح المجتمع ترغب بذلك خصوصا الذين اتيحت لهم فرصة ممارستها او التعرف على هذه المتعة في دول متقدمة صناعيا حيث توجد خارطة لشبكة طرق الدراجات .. وهي تمكن المواطن والسائح معاً من زيارة البلد بكامله للتعرف على معظم مناطقه والمناظر الخلابة للطبيعة والأنهار والجبال .
نتمنى أن نجد عروضاً مشجعة لدعم الرياضة الشعبية أو مايسمى رياضة أوقات الفراغ ولكل أفراد الأسرة خصوصاً في فصل الصيف ..
ونتمنى أيضاً إيجاد حلول لموضوع التنزه لتكون موجهة أكثر ومفيدة أكثر .. ومنها تخصيص مسارب للدراجات الهوائية أو طرق للمشاة في أماكن عديدة داخل المدينة, وكذلك منع مرور السيارات في بعض الطرق أيام العطل الأسبوعية طالما يوجد بدائل لها .. وعلى المنظمات الشعبية والجمعيات الأهلية أن تبادر الى ذلك وترشد الناس الى أماكن مناسبة للتنزه في الهواء الطلق سيراً على الأقدام أو بالدراجات الهوائية .. فهل سنسمع أخباراً عن ذلك ليفوز أصحابها بجائزة » الحركة بركة « ...