تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 2/7/2004
د.حيدر حيدر
(إنه وضع مشين.. ويجب وضع حد له) بهذه الكلمات عبر وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه عن استنكاره لجرائم الاحتلال الاسرائيلي الموصوفة ضد الشعب الفلسطيني.

وما شاهده الوزير الفرنسي ومالمسه خلال زيارته للضفة , جعله يرفع صوته مطالبا اسرائيل بإيقاف بناء جدار الفصل العنصري ووضع حد للإجراءات التي تتبعها في مصادرة أراضي الفلسطينيين. ‏

بطبيعة الحال, فإن شارون وحكومته اليمينية المتطرفة لن يلتفتوا إلى كلام بارنييه, وهم يواصلون القتل والتدمير ومصادرة الأراضي وبناء الجدار العنصري فوق الأراضي المحتلة. ‏

فلا يمر يوم دون شهداء فلسطينيين وبينهم أطفال,ولايمر يوم دون اقتلاع أشجار أو هدم منازل أو مصادرة أراض. ‏

الإرهابي الموصوف, شارون يعتمد على دعم أميركي مطلق, تجلى أخيرا في وعد قطعه له الرئيس جورج بوش, إنه لاعودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم, ولاعودة إلى حدود الرابع من حزيران لعام ,1967 وأخيرا وليس آخرا ضمان بقاء الكتل الاستيطانية. ‏

فأي سلام سيتحقق?! ‏

وأي دولة فلسطينية ستقوم?! ‏

إذا كانت أسس السلام العادل والشامل تنسف بجرة قلم, من قبل رئيس دولة راعية للعملية السلمية, وعلى أية قضايا سيتم التفاوض إذا كان شارون وأركان حكومته يرفضون مجرد الحديث عن القرارات الدولية, والتي قامت محادثات السلام على أساسها. ‏

وإذا كان بارنييه سيعود مرة أخرى ويزور اسرائيل في الأسابيع القليلة المقبلة, فإنه ومنذ الآن نقول سيواجه بالتعنت الإسرائيلي وسيجد المزيد من المآسي المتجددة ضد شعب أعزل, وسيكرر استنكاره لما سيراه ويشاهده. ‏

الجهود الأوروبية متواصلة, وقد عبر ميغيل أنخيل موراتينوس وزير الخارجية الإ سباني عن هذا التوجه بقوله: سنقوم مع عدد من الدول الأوروبية بالمساهمة في تفعيل عملية السلام ومحاولة نزع فتيل التفجير مشددا على أهمية العودة الى أسس مدريد. ‏

»ولكن«كبيرة تبقى مرسومة, وهي أن تل أبيب بحكومتها الحالية ترفض بتاتا التفاوض على أسس مدريد, بل لا تريد إطلاقا أي حديث عن السلام العادل والشامل أو تسعى لفرض حلولها بالقتل والتدمير والإرهاب, وهو ما نوه إليه بارنييه بين أهداف الزيارة»القول بصراحة أنه لا يمكن إقامة السلام دون الفلسطينيين أو من خلال تجاهلهم«. ‏

العرب يريدون السلام ويسعون إليه, وهذا قرار استراتيجي. أما اسرائيل فتستغل الدعم الأميركي والانتخابات الأميركية لتحبط جهود السلام. كلما لاحت فرصة لنزع فتيل التفجير, تعمد الى أساليبها العدوانية المعروفة جيدا. ‏

والأنكى من ذلك أنها تضع الأسافين وتعرقل الجهود العربية الصادقة لحوار موضوعي بناء مع الولايات المتحدة خدمة للسلام العادل والشامل في المنطقة, متوهمة أنه يمكنها ربح الأرض والسلام معا, علما أنه لا أمن ولا سلام ولا استقرار مع بقاء الاحتلال المشين. ‏

 

  د .حيدر حيدر
د .حيدر حيدر

القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30392
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30382
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30391

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية