تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 2/7/2004
قمر كيلاني
شمس لا تغيب عن حياتنا أبدا هي الطفولة.. تتوالى ينابيعها بتوالي الأجيال.. وحقوقها هي التي تصنع المستقبل بالأحلام والآمال.. وبمقدار ما نعطي هذه الطفولة ينعكس علينا كصانعين للنساء والرجال.. والأطفال ليسوا كائنات صغيرة في الحجم والسن بل إن لهم مواصفات خاصة بطفولتهم المتحركة بسرعة نحو النمو والنضج أو نحو الوعي والإدراك. والشعوب الحية هي التي تتفهم مراحل الطفولة.. وتقدم لها في كل مرحلة ما يساعدها على بناء شخصيتها للقيام بدورها.. ليس من أجلها فقط, بل من أجل مجتمعها ووطنها وأمتها جمعاء.

تلك القيم التي تتجلى لدى أحد ما, هي التي غرست في مراحل الطفولة وتمت رعايتها أو احتضانها أو السهر عليها.. وتلك المعرفة التي يصبح عليها الشاب أو الشابة هي التي شرباها جرعة وراء جرعة أثناء الطفولة. أما الإبداع فهو الانبثاقات الصغيرة التي عبر عنها الصغار فلاحظ ضوءها الكبار, فإذا بهم يرعونها بكل الاهتمام والاحترام حتى تغدو نورا يضيء الحياة ليس حياة أصحابها بل حياة من حولها, وتغدو ركيزة من ركائز التقدم الذي تقاس به الأمم والشعوب. ‏

والأطفال كلهم سواء.. أمام ينابيع الضياء.. هم الذين يعبرون بأنفسهم عن أنفسهم بما لديهم, وما يتوقون أن يكونوه في المستقبل.. أو ما يقدموه لمجتمعهم. والقسرية أو الجبرية لا تؤدي إلى نتائج حقيقية أو طبيعية.. بل علينا أن نترك هذه الزهور الإلهية تتفتح كما تشاء.. وتنشر ضياءها كما تشاء.. فليست مهامنا كأهال أو مربين أو موجهين اجتماعيين إلا أن نأخذ بأيديهم لما فيه مستقبلهم أو مصالحهم.. والأوقات التي نكرسها من أجلهم هي الربح لهم فهلا فعلنا على كل المستويات.. وعلى كل الجهات? هلا راعينا هواياتهم أو رغباتهم فقدمنا لهم ما يؤهل هذه الهوايات أو يشبع تلك الرغبات? ‏

صحيح أن الوعي بأهمية الطفولة يصبح متساوقا يوما بعد يوم مع متطلبات تقدمنا وازدهارنا.. ولكن ما أظن أن ذلك كاف للأطفال كل الأطفال.. شرائح معينة هي التي تحرز هذا الاهتمام وتلك الرعاية لكن الأمر ليس شاملا.. وقليلة هي الأنشطة التي تعمم على الأطفال.. في المدارس والأحياء الشعبية بل على مستوى الإذاعات والشاشات.. وأقل منها تلك المسابقات والمباريات التي تحفز الأطفال وتفجر إمكانياتهم.. ومجلة للأطفال أو مجلتان.. لا تكفي أو لا تكفيان للألوف المؤلفة الذين يرغبون في القراءة والتسلية والإطلاع.. والسلسلة طويلة في الاهتمامات والرياضات.. وليس ما ينفق على ذلك إلا وحصيلته أحسن الثمرات. ‏

وليس المهم أن نتحدث عن الطفولة ونرسم لها بعيدا عنها.. بل أن نشاركها هي ذاتها في ما نقرر ونرسم.. لأن العصر يفرض علينا ذلك فأطفالنا ليسوا غائبين عن كل ما يجري.. وهم بوسائل الاتصال أصبحوا يقتحمون كل ميدان أو مجال.. فلتكن سماء المعرفة الصحيحة هي التي تظلهم.. وأرض العطاء هي التي تحتضنهم.. أما الماء والغذاء فهو مما نقدمه لهم. ‏

 

 قمر كيلاني
قمر كيلاني

القراءات: 30398
القراءات: 30392
القراءات: 30397
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30393
القراءات: 30392
القراءات: 30387
القراءات: 30395
القراءات: 30394
القراءات: 30397
القراءات: 30395
القراءات: 30395
القراءات: 30386
القراءات: 30395
القراءات: 30384
القراءات: 30386
القراءات: 30390
القراءات: 30397
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30396
القراءات: 30394
القراءات: 30393

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية