وفيما يمكن ان يعود به لو أنه حل في المنطقة, بل ربما كان عليه ان يستحضر ما يقوم به استاذه شارون في قطاع غزة, قبل ان ينظّر فيما هو استراتيجي بالسلام مع سورية.
فإذا كان السلام مع سورية, كما يدعي شالوم, هو هدف استراتيجي بالنسبة الى اسرائىل, وانه سوف يستتبع سلاماً مع لبنان وثالثاً مع الفلسطينيين, فلماذا لا يعلن, هو ومن دفعه الى السفسطة بمثل هذه التنظيرات, ان اسرائيل تلتزم لقاء السلام مع سورية اعادة الجولان كاملاً الى وطنه الأم, وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الناظمة للسلام الاستراتيجي في المنطقة العربية كما يسميه شالوم وحينذاك, سوف نرى بالنسبة الى من سيكون السلام استراتيجياً بالفعل!!
لكن دبلوماسية شالوم وحذلقته, لم تسعفه في بلوغ اغراضه المتخفية والتي سعى اليها من وراء اطلاق تصريحات تختص بالسلام وبالترويج لدموع التمساح الاسرائيلي الذي يرتكب اليوم واحدة من افظع المجازر التي اعتاد ارتكابها في تاريخ الصراع العربي -الاسرائيلي.
ففي وقت يتحدث فيه التلميذ الفاشل عن السلام الاستراتيجي ويستظهر جملة من الاكاذيب الاسرائيلية المعلوكة ألف مرة من قبل, يوغل استاذ الاجرام, استاذه, ارييل شارون في تدمير غزة, القطاع والمدينة, فوق رؤوس اهلها, ويقتل الاطفال والنساء قبل الرجال, ثم لا ينسى ان يتحدث عن خطة الانسحاب من القطاع واستفتاء الاسرائيليين عليها كما لو انها خطة سلام, وكما لو انه, اي شارون, الاعتدال الذي تصوت اغلبية الكنيست 53 في المئة على رفضه.
وكما كان الانسحاب الاسرائيلي من القنيطرة بعد حرب تشرين التحريرية 1973 وبعد حرب استنزاف طويلة ومريرة خضناها في مواجهة عدو سماته اللؤم والغدر, كذلك خطة شارون اليوم للانسحاب من قطاع غزة, يضعها على طبق من فضة أمام متطرفيه واعداً إياهم بتدمير غزة قبل مغادرتها.
هل يعي شالوم ما يتمنطق به اليوم عن السلام الاستراتيجي, وهل يدرك حقاً استحقاقات هذا السلام وشروطه, ام ان تدمير غزة في اطار خطة شارون يستدعي من الدبلوماسية الاسرائيلية شيئاً من الهلوسة عن السلام وأولوياته?.