تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاربعاء 13 /10/2004
علي محمود جديد
ابتداءً من غروب هذا اليوم,فإن الناس مدعوون لالتماس هلال شهر رمضان المبارك..

وسلفاً..وقبل أن يلتمس الهلال,فإننا نرحب بهذا الشهر الفضيل,غير أن الذين يجتهدون في معاني الفضيلة,مصرون في كل عام على ممارستها بطريقتهم المبنية على استغلال الناس وإزعاجهم,وعلى الرغم من التنويه لذلك في كل عام عند حلول شهر رمضان المبارك,فإن المجتهدين لا يأبهون لمثل هذا الكلام,ويستمرّون في الاستغلال والإزعاج,مبررين لأنفسهم ذلك بفضائل الشهر المبارك..!!‏

من أشهر فضائل رمضان التي تتناقل على كل لسان هي أن رمضان كريم..وقد فهم المجتهدون من رجال السوق أن الكرم الرمضاني يجب أن ينعكس على شكل ارتفاع في الأسعار,حتى تزداد الغلّة,ويثبتون حالة الكرم..ولا تترجم حالة الكرم عندهم إلا بهذا المنحى..‏

وما دام الأمر كذلك فإننا نؤكد لوزارة الاقتصاد والتجارة أن معاني الكرم المعتمدة في الأسواق مزورة,فهي تحتاج إلى متابعة وتصويب,ونقترح على الوزارة الكريمة أن تغدق بكرمها الرقابي المعهود على الأسواق بقدر ما تستطيع,فصحيح أن هناك العديد من المواد الاستهلاكية المعومة الأسعار,تخضع للتنافس وآلية السوق في العرض والطلب..وهذه وحدها توازن بعضها بعضاً في الأحوال العادية,ولكن عند محاولات الشذوذ الواردة الحدوث,كالاحتكار..أو الإغراق..فإن وضع هذه المواد ذاتها سوف يختل..ويفقد توازنه..ونحن نرى أن على الوزارة استخدام كرمها هنا أيضا..ولكن بالنسبة للمواد المحددة الأسعار فعلى كرم الوزراة أن يبقى بحالة صراعٍ رمضاني دائم مع الكرم المنشود من بعض رجال السوق..والواقع هناك تطمينات حكومية سبقت رمضان المبارك أكدت على نية الدولة في مراقبة السوق وضبطه..‏

وهذا ما نرجوا أن يترجم على الأرض فعلا ولا سيما أن الرواتب والأجورلا تزال ترنو إلى مزيد من العناية,طامحة إلى ارتفاعات وإصلاحات متعاقبة ولاحقة,وهي في هذه الأيام بدأت تشهد تسخيناً لهذا الطموح,ظهر عبر همسات الكثير من الناس الذين يدعون-أو يعرفون-أن هناك استعدادات لزيادة قريبة في الرواتب والأجور.‏

هذا من جانب..ومن جانب آخر,فنحن على موعد رمضاني آخر تمارس علينا فيه أبشع أنواع الإزعاج وعدم اللباقة,المكللة بالخطورة الشديدة أيضا..والتي تتمثل بتدفق دوافع الرعونة عند الكثير من السائقين,ولا سيما قبيل ساعة الإفطار,حيث نرى السيارات..وكأن شيئاً رهيبا يحصل..كأنها تحولت في أغلبها إلى سيارات إسعاف تنقل المرضى والمصابين..سرعات جنونية..زمامير..زعقات المكابح..وإن سألت أحدهم عن سبب هذه الرعونة وهذا الجنون..أجاب:كي يُحصّل لحظة الإفطار..!والعديد من هؤلاء السائقين لم يستطع تحصيل تلك اللحظة بسبب تحويل طريقه إلى المستشفى أو إلى الحجز..لاصطدامه بشيء ما..وقد يكون هذا الشيء إنسانا..!!.‏

ترى..كيف يمكن للمجتهدين أن يكفوا عن مثل هذه الإبداعات الاجتهادية..?!‏

 

 علي جديد
علي جديد

القراءات: 30387
القراءات: 30390
القراءات: 30386
القراءات: 30385
القراءات: 30387
القراءات: 30381
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30381
القراءات: 30385
القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30385
القراءات: 30380
القراءات: 30386
القراءات: 30379
القراءات: 30387
القراءات: 30382
القراءات: 30385
القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30380

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية