وتعتبر مثل هذه التظاهرات -إن كان على الصعيد العربي أو العالمي,- فرصة ترصدها دول كثيرة لتقديم عينات من إنتاجها, تأخذ بعين الاعتبار حاجيات المستهلك وتقدم مجموعة عروض تشكل حافزاً لاقتناء المنتج.
هذا الأمر يجعلنا نناقش موضوع المعارض والاشتراك بها بصيغ فاعلة, وخصوصا التي تختص بالمنتجات الزراعية وطرق تصنيعها, لأنها تعتبر فرصة مناسبة للتعرف على منتجات الآخرين, وكيف تتم صناعتها وفق رؤية تأخذ بعين الاعتبار طبيعة المستهلك ومعرفة ما يريده,وتعتبر فرصة احتياجات الأسواق الأخرى,وما هي الفرص التسويقية المتوفرة بها وما هو المنتج الذي لدينا ويمكنه المنافسة من خلال السعر والجودة.
المشاركة في المعارض وإقامتها لدينا تعتبر مهمة جدا,وهذا ما يتم فعلا على أرض الواقع للقناعة التي تتزايد يوما بعد يوم بأهميتها, كونها تفتح آفاقا تصديرية لسلع ومنتجات لدينا قد تكون مجهولة من قبل الكثيرين,ويفترض لأي معرض يقام أو نشارك به أن يكون نافذة نطل من خلالها على العالم من خلال أبرز ما ننتجه لتكون البداية للتسويق من خلال تعريف المستهلك بذلك عبر شركات متخصصة تقوم بهذا الدور,وهذا الأمر نلاحظه في مختلف دول العالم.
بكل الظروف,المعارض بمختلف أنواعها وأشكالها تعتبر فرصة للاحتكاك والتعرف على ذهنية المستهلك وايجاد صيغ تصنيعية تتناسب وتلامس الرغبات المطلوبة, وتوجد شركات مصنعة كثيرة غيرت خطوط إنتاجها بما يتلاءم مع منتجات مطلوبة ومرغوبة, إن كان من حيث الشكل أو المضمون في الأسواق الأخرى لتكون قادرة على جو المنافسة المحتدم, ولابد من القول إن حالة لافتة للنظر لدى المنتج ومن جميع القطاعات وهي اللجوء إلى الإنتاج بشكل تراكمي وكأن مسألة التسويق لديهم تحصيل حاصل.
توجد مشكلة في آلية التفكير التي تسيطر على القطاعات الإنتاجية لدينا حيث تتعامل بعقلية المنتج متناسية التسويق,وهذه نقطة مهمة لعبت وتلعب دورا مهما في تراكم الإنتاج وارتفاع نسبة المخازين لعدم وجود طرائق تعتمد على الترويج والتي تعتبر المعارض شكلا من أشكالها.
لا بد من المشاركة أكثر وتوظيفها بالشكل المعقول لمنتجاتنا التي تتميز بالجودة المطلوبة والأسعار القادرة على المنافسة ويجهلها الكثيرون في الأسواق الأخرى, فالجميع ينتج وينافس دون خوف ودون حماية, فلماذا دائماً ترافقنا عقدة الخوف من السلع الوافدة إلينا, ولابد من الاستفادة من الغير, والأهم من كل ذلك تطوير إنتاجنا بصورة مستمرة وبما يتناسب مع احتياجاتنا واحتياجات الغير وسنصل إلى نقطة أننا مقصرون بهذا المجال, ولا بد من البداية بعقلية اقتصادية قادرة على استثمار أي تظاهرة اقتصادية, ومنها صيغ المعارض التي تعتبر شكلا من أشكال الترويج البالغة الأهمية وتفتح الباب على مصراعيه لتصدير منتجاتنا.