واللذيذ من الحلويات, والمغري من المشروبات والتي تجري فيما بينها مبارزة تنافسية تقود المشاهد أو المتلقي إلى فقدان القدرة على امتصاص صدمة حسابات التكاليف المادية والصحية, ليكون الرابح الأول فيها شباك تذاكر تلك المطابخ المغرية في أصنافها والتي تحصد للمعلن في النهاية أرباحا خيالية لا تكسر فقط لمن يقع أسير إغرائها ميزانيته الشهرية.. بل تتعدى على مضامين وقيم شهر الصيام الذي يقوي فينا القدرة على التحمل وعلى مكافحة التبذير والإسراف.
وما لا نشك فيه أن هذه المطابخ الإعلانية تدفعنا إلى أن نحول أيام رمضان إلى آلة استهلاك لا تتوقف عن طلب المزيد من المأكولات التي تحل ضيفة ثقيلة على أجسامنا وصحتنا إذا لم نتنبه لذلك.
ومع ابتعادي تكتيكياً وليس استراتيجياً للحديث عن الهجوم والهجوم المضاد بين معركة الشراء والأسعار والتجار والتي تنشط في رمضان, فإنني سأشن هجوما على المطابخ الفضائية التي تخرج عن هدف إفادة المشاهد والتي تساهم في تعميم ثقافة تحويل شهر رمضان إلى شهر المعدة, ضاربة بعرض الحائط كل القواعد الصحية والغذائية التي يجب الالتزام بها, وفي المقابل إنني أثني على بعض الفضائيات التي تحترم فكر ووعي المشاهد مقدمة إليه المزيد من الحقائق العلمية حول الغذاء والصحة.
وهذه دعوة لصد الهجمات الشرسة للفضائيات التي تضع في مطابخنا السم في الدسم محاولة عن قصد أو غير قصد اصطياد صحتنا واستلاب المضامين الرائعة لشهر الصوم, فانتبه أيها الصائم!!
وكل عام والجميع بخير.