كنت استمع الى روائي اشتهر بكتابته الواقعية , وكان قبل نحو عشر سنوات من أشد أنصار النوع الذي يكتبه في مواجهة ما اصطلح على تسميته ( الفانتازيا التاريخية ) , لكنه في هذا الحوار قال عكس ما كان يعلنه سابقا , ولم يكتف بالاشادة بذلك النوع من الأعمال , بل اضاف إننا ربما نحتاج الى إعادة نظر في طرائق رؤيتنا للجديد , وقال :
إن هذا النوع من الفن ساهم دون شك في تطوير درامانا أو على الأقل الصورة التلفزيونية التي قدمها والتي جاءت مختلفة عن سابقتها .
هذا الرأي وغيره , ممن يمتلكون الخبرة في هذا المجال يؤكد ان التنوع ضرورة لينمو الفن ويزدهر , اما المطالبة بالتوجه الوحيد فقد ثبت انه وجهة نظر قاصرة .
أقول هذا الكلام , قبل انطلاق الدورة البرامجية لرمضان , التي تحفل عادة بآراء متعددة, حول الدراما التي نريدها , وكيف يجب ان تكون , ولا يتوانى بعضهم عن توجيه النصائح حول بعض أشكال الدراما وكيفية تنفيذها .
الذي نعرفه عن الفن , كما عن الحياة , ان الزائد عن الحاجة يتلاشى شيئا فشيئا , ليحل مكانه ما يحتاجه الناس فعلا , مع هذا التبدل والتغير , تبقى التيارات في الفن موجودة , لأنها أساس تطوره وازدهاره .