ونحن اليوم نخوض نفس المعركة التي خضناها في السادس من تشرين الأول من العام ,1973 معركة الفخار والعزة, معركة الانتصار على الأعداء, كون هذه الحرب التي نخوضها اليوم هي كما حرب تشرين, حالة نوعية على كل المستويات القومية والإقليمية والدولية, فيها يفترض بالإنسان العربي أن يرتقي شموخا بين الأمم, معتزا مفاخرا بما تعبر عنه هذه الحرب التي تخوض ضد كل أشكال الهيمنة والاحتلال والسيطرة الأجنبية على الأرض العربية.
في حرب تشرين وقبل واحد وثلاثين عاما ظهرت عدة حقائق أهمها أنها كشفت حالة الزيف والأباطيل والدعايات المغرضة التي كانت تحاول الصهيونية بثها وإشاعتها ضد العرب, فجاءت معارك تشرين لتجعل من تلك الأباطيل والدعايات حقائق ومسلمات, حيث أثبتت قواتنا المسلحة ومعها متانة ولحمة جبهتنا الداخلية القدرة والكفاءة في مواجهة العدو, تماما كما ثبت اليوم تصميمها على تحقيق الأهداف التي نطمح الوصول إليه.
حرب تشرين التي نحتفل بذكراها أثبتت مصداقية ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة, وأن حرية العرب في وحدتهم وقوتهم, وعلى أرضية تشرين التحرير نمضي الآن في تحقيق تشارين أخرى تعيد للعرب كراماتهم, واضعين نصب أعيننا انتصارات تشرين وحقائقها ونتائجها, نحبط من خلالها كل المحاولات التي يستخدمها العدو الصهيوني المدعوم أميركيا لإركاعنا.
ستظل سورية الفعل والإرادة تسقط كل المحاولات التي تحاول النيل من وجودنا وكرامتنا وأرضنا,و لاسيما أن أرض عربية قد احتلت من جديد تحت ذرائع متعددة.
أننا نريد للذات العربية أن تنتصر وينتصر معها الإنسان العربي الذي عرف من خلال حرب تشرين ذاته, وخبر طاقاته, وأثبت أنه الإنسان القادر على استيعاب روح العصر والتقدم, وأنه قادر على استخدام منجزات العلم والتكنولوجيا في كل ميادين القتال والسلم.
الرؤوس اليوم مرفوعة إلى الأعالي وهي تخوض معركة الوجود التي لاتختلف عن معارك تشرين التحرير, تظهر فيها اللحمة الوطنية للجبهة الداخلية بأرقى صورها خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي عاهد أن تظل إرادة تشرين ماثلة فينا تدفعنا لتحقيق تشارين جديدة نعيد من خلالها الأرض والحقوق, ونثبت من خلالها أيضا أن الإنسان العربي عندما يتخذ من إرادة التصميم والوحدة يستطيع تحقيق كل ما يصبو إليه من أهداف ولاسيما إذا كانت تلك الأهداف سامية تتعلق بمصير ومستقبل الوطن.