والسؤال البديهي الذي يتبادر الى الأذهان: هل استطاعت صناعاتنا الوطنية من مواكبة أساليب التسويق الحديث?
بداية نقول: إنه ومن غير دراسة رغبات المستهلكين والعمل على دراستها من كافة جوانبها, فإن التسويق سيكون متعثراً, والمقصود بدراسة رغبات المستهلكين, العمل على تلبيتها وإشباعها, وضمن الآليات المعمول بها حالياً, نعتقد أنه والى الآن, ليست هناك جهات تسويقية متخصصة في بلدنا تأخذ بمثل هذه الشروط التي باتت من المنسيات في كثير من الدول الصناعية وغير الصناعية, فعلى سبيل المثال لا الحصر, اعتاد البعض من القائمين على تنظيم المعارض الخاصة التي تنامت في السنوات الأخيرة,في توجيه الدعوات الخارجية لبعض الفعاليات الاقتصادية, الى جانب إشراك الصحفيين من الذين يعملون في المنابر الإعلامية المحلية والخارجية, ومثل هذه الدعوات يفترض أن تسهم في إبرام العقود والصفقات مع رجال الأعمال والترويج لبعض السلع, غير أن واقع الحال ليس على هذا النحو, فالجهة التي تقوم بتنظيم هذا المعرض أو ذاك تتوجه ومن خلال القائمين على الحملة الإعلامية والإعلانية, في لفت الانتباه الى ضرورة توجيه الأنظار الى أشخاص بعينهم وإحاطتهم بهالة من الاهتمام.
في حين أن المطلوب, إحاطة السلع والمنتجات باهتمام كبير لجهة التعريف بها وبمواصفاتها وفي قدرتها على منافسة مثيلاتها في بلدان العالم.
ولعل مثل هذه الآلية الخاطئة من ألفها إلى يائها, أسهمت وإلى درجة كبيرة, في عدم قدرة هذه المعارض على ترجمة الأهداف الفعلية المنوطة بها لجهة التسويق والترويج, وقد سبق لأكثر من جهة منظمة للمعارض الخاصة, أن أكدت وفي غير مناسبة, عدم تمكن غالبية المنتجات المشاركة من جذب رجال الأعمال لإبرام العقود والصفقات وقصور أساليب التسويق يمكن سحبها حتى على مؤسسة المعارض الحكومية, فهذه الأخيرة لم تتمكن خلال دورة معرض دمشق الدولي لعام ,2001 سوى من إبرام عقود تجارية بقيمة (19) مليون دولار, وهذا الرقم الأخير, وفقا لمقاييس بعض المعارض الخارجية يكاد لا يذكر, بل ويمكن لشركة واحدة من تحقيق مثل هذا الرقم.
هناك حقيقة ماثلة في السوق السورية, تشير وبكثير من الوضوح, أن أساليب التسويق مازالت غير مرضية, والقول , بأن مسؤولية التقصير تعود الى جهة بعينها دون غيرها, فإن مثل هذا القول لايخلو من الإجحاف والتسرع, فترويج السلع وتسويقها, بحاجة الى تأهيل الكوادر ومن أصحاب الاختصاصات المختلفة من أجل دراسة الأسواق والتعرف على السلع التي تروق للمستهلكين وتلبي حاجاتهم الفعلية.