فهي ستضع أسساً متينة لدفع علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين, وفق آفاق تعزز العلاقات القائمة, وتجعلها أكثر إشراقاً ودفعاً, أساسها الاحترام المتبادل, والموقف المشترك من كل القضايا الإقليمية والدولية, ناهيك بتطوير علاقات التبادل التجاري والاقتصادي لما للدولتين من خصوصية في هذه المسألة التي يعود تاريخها لسنوات بعيدة.
والسيد الرئيس بشار الأسد أشار في حديثه لصحيفة الشعب الصينية إلى هذه الخصوصية في العلاقات السورية - الصينية, هذه العلاقات التي تريدها قيادة البلدين أن ترتقي إلى مرحلة أكثر تطوراً وتقدماً مما هي عليه, إضافة إلى الدور الكبير والبناء في مسألة الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.
وعندما توصف الزيارة بالتاريخية فلأن الصلات القائمة بين البلدين الصديقين جذورها تمتد كما قلنا إلى الماضي البعيد, ولها مرتكزاتها ومعطياتها في الحالة التي نعيش, وفي المستقبل الذي نتوق التوصل إليه.
وسورية بفضل قيادة السيد الرئيس الأسد كبرت وتحولت إلى عنوان بارز في المنطقة لا يمكن تجاوزه, تماماً كما كبر السيد الرئيس بسورية, وهذا الكبر المزدوج يحظى الآن بإعجاب وتقدير كل دول العالم وعلى رأسها الصين الصديقة.
والسيد الرئيس الأسد يعرف جيداً كيف تكون صياغة التاريخ, كما يعرف أيضاً كيف يرسم معالم الطريق, طريق الحضارة الذي رفع صوت سورية إلى الأعالي, حتى غدت ذات فعل مؤثر في مجريات الأحداث, بل لنقل بشكل أعمق وأشمل, إن سورية بفضل قيادة سيادته تحمل الهم العربي, وتدافع عنه.
فسيادته لم يذهب إلى الصين وغيرها من دول العالم من أجل مطلب سوري, إنه يذهب من أجل كل العرب, وللعرب أجمعين, حتى غدا التقرب من سورية اليوم مسؤولية كاملة, لأنه لا يتقرب منها إلا من ملكوا الكرامة والحرية, إلا الذين تيقظ وجدانهم القومي, والتزموا بخط سورية لأنه الخط الوطني الذي يحفظ للعرب كرامتهم وعزتهم.
إن الزيارة التاريخية التي يقوم بها الآن السيد الرئيس للصين, إنما تعتبر نقلة جديدة, بل لنقل نقلة نوعية في تاريخ العلاقات السورية الصينية, لأنه يوجد لدى البلدين طموح لتقوية روابط هذه العلاقات بما ينعكس خيراً على الشعبين الصديقين, ولاسيما إذا ما عرفنا أن اتفاقيات عديدة قد تم توقيعها, وبخاصة تلك المتعلقة في المجال الاقتصادي والتجاري والثقافي وبما يعزز أفق التعاون المتبادل بين البلدين, ناهيك بمواقف الصين الداعمة للقضايا العادلة وذلك من خلال اتباعها سياسة موضوعية تحكمها مبادئ الشرعية الدولية, وتتطلع - أي الصين - في دوافعها وأهدافها إلى تمكينها من أخذ دور أساسي على المستويين الإقليمي والدولي بما يتناسب وموقعها الاستراتيجي السياسي والاقتصادي.
ونعتقد جازمين أن الزيارة التاريخية ستكون نقطة تحول كبيرة في العلاقات الثنائية, حيث سيكون مردودها كما قلنا اتفاقيات اقتصادية وتجارية وثقافية وسياسية تعود بالفائدة على البلدين الصديقين, لا سيما وأن لكل منهما تجربته الخاصة به في كل المجالات.