هذه خلاصة تفاصيل وضعها اوكرنيت كمراجعة لأداء الخطاب الاعلامي الأمريكي والذي يراه البعض مقدمة لمراجعة الخطاب السياسي, الذي كان أكثر تناقضاً وأشد سذاجة في تعاطيه مع مبررات ومسوغات الحرب الأمريكية على العراق.
غير أن أكثرية المتحدثين الأمريكيين تحت يافطة ذلك الخطاب , لايزالون يستخدمون نمطية الاملاء.. ابتداءً بالرئيس بوش, وانتهاء برامسفيلد, مرورا بذلك الكم من المسؤولين الأخرين الذين يصرون على التبشير بالديمقراطية الموعودة حينا, وبالنموذج القابل للتعميم حينا اخر, وبالحرية والتغيير حينا ثالثا.
نيويورك تايمز لجأت الى ذلك التقييم بعد سلسلة الانتقادات والمواجهة لأدائها, والادارة الأمريكية رغم حدة الانتقادات اللاذعة التي تطالها يوميا, لم تبدل في اسلوب تعاطيها, وحتى انتقادات الدبلوماسيين الأمريكيين السابقين , لم تجد نفعا, ومتغيرات الوضع في العراق والتبدلات الحاصلة في المشهد الدولي جميعها لم تثن ادارة الرئيس بوش عن المضي قدما , فيما خططت له مسبقا.
واللافت أن تفاقم المأزق في العراق , يقابل في أغلب الأحيان بابتسامة باردة, طالما حيرت الكثيرين, وهي ابتسامات قرأ فيها البعض على الأقل ما يشير الى غرابة الموقف حينا, أو إلى عدم ادراك ما يجري حينا أخر.
ولن نصل إلى حد التوصيف الذي أطلقه بعد الأمريكيين على الرئيس بوش ذاته?! أمام ذلك الواقع.. ثمة من يسأل و »ببراءة« عن الدور الخفي الذي يحرك هذا الظل أمام الأضواء , وثمة من يتساءل عن جدوى المراهنة طالما كان الأداء الأمريكي ذاته رغم بعض المتغيرات الطفيفة?!
رغم الادراك بأن تلك »البراءة« تخفي وراءها الجانب الأهم من الحقيقة, ورغم القناعة بأن المأزق المستفحل يدعو للكثير من التمعن والتدقيق في أداء السياسة الأمريكية, فإن أحدا لا يساوره الشك بأن فريق الحرب في الادارة الأمريكية, يواجه الخيارات الأصعب, بل ربما كان يصارع لتأخير الاعتراف بالفشل , وربما الإقرار بالهزيمة...!
قد لا يكون الاعتراف مرهونا بالتصريح العلني, ولكن يكفي أن نلمس بعض التغيير في التعابير التبشيرية المستخدمة , لكي نقر بأن الادارة الحالية تحاول الاستدراك.
وربما الأمر لا يحتاج الى محكم كما فعلت نيويورك تايمز, ولكنه بالتأكيد بأمس الحاجة الى من يعبر عن مرارة الانزلاق الأمريكي في متاهة وحسابات الاملاءات الصهيونية كما اعترف بعض الأمريكيين.
وقبل هذا وذاك, وحتى بعده ,هل يمكن التسليم بأن ذلك الجدل الدائر في الأوساط الأمريكية. يدخل في اطار الحسابات الانتخابية, أم أن هناك مصالح أمريكية تحتاج مراعاتها والحرص عليها إلى عملية تقييم ومراجعة , وإن هناك موجة تجتاح العالم, وكلتاهما تدفعان نحو ذلك.
قد يحتاج الأمر لبعض الوقت, وهو وقت ليس طويلا, طالما أن المأزق الأمريكي يصل فصوله الأصعب والأكثر خطورة.