قد يكون هذا الكلام للاستهلاك أو كما نقول كلاما إنشائيا,لكن من الجميل أن يكون هذا الكلام موجودا وأن يترك كلاهما الحكم لنا,إن كنا تابعنا البرنامج أم الضيف?
أسوق الواقعة للدلالة على ما نفتقده في أوساطنا الثقافية,اذ تغيب العلاقة التعاونية مع المبدعين لصالح تضخم الأنا,فيرى بعضهم أن الخبر يستمد أهميته منه شخصيا,وأنه يتفضل على أي صحفي حين يخصه بكلمة أو اثنتين حول »مشروعه« أو »عمله« الجديد,هذا دون الإشارة الى الاعتذارات العديدة التي تسبق قول هاتين الكلمتين,حتى ليكاد أحدنا يعتقد فعلا أن الخبر أو المادة الصحفية لن تكون دونهما.
لا أتحدث هنا عن صعوبات العمل الصحفي,التي تحدث عنها زملاء عديدون,إنما اتحدث عن الطرف الآخر من المعادلة أي المبدع.فاذا لم يقم الصحفي بمتابعته,عدّ هذا الصحفي مقصرا بأداء عمله, واذا اعترض أحد على أقواله»أي أقوال المبدع« ينفي ما قاله جملة وتفصيلا,حتى لو كان صوت هذا المبدع وأقواله موجودة على شريط كاسيت,ما قاله الضيف في ذلك البرنامج ربما كلام إنشائي,نعم,وكذلك ما رد به المذيع,لكننا نعترف أن هذا الكلام المنمق نفتقده كثيرا في أوساطنا الثقافية,كما نفتقد التكامل في أداء عملنا.
إذا لا بأس من بعض الكلام الإنشائي لنحسن نفسيتنا ليس إلا?!