تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

25/6/2004
أحمد ضوا
مع قرب بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية الأميركية والنصفية لمجلس النواب الأميركي, يتسابق المسؤولون الأميركيون لكسب تعاطف ودعم اللوبي الصهيوني والتيار المتصهين في الولايات المتحدة على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية, وبشكل يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالصراع العربي الصهيوني ومرجعية عملية السلام .‏

ويندرج انضمام مجلس النواب الأميركي الى الرئيس بوش في دعم خطة شارون للانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة ,والاحتفاظ بالمستوطنات في الضفة الغربية في اطار التعاطي الاميركي المنحاز الى جانب اسرائيل لأغراض انتخابية وعقائدية , وبما يسهم في تعقيد الصراع العربي - الصهيوني والحؤول دون تحقيق الرغبة الدولية في تحقيق السلام في المنطقة ,على اساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام.‏‏ ‏

فتصويت مجلس النواب على قرار بأغلبية 407 أصوات مقابل معارضة تسعة فقط, على الوعود التي قطعها بوش لشارون في الرابع من اذار الماضي والتي تؤيد مطالب اسرائيل بعدم الانسحاب الى حدود الرابع من حزيران, وتنسف حق العودة لملايين اللاجئين الفلسطينيين يكشف بشكل فظيع عن مدى استهتار هؤلاء النواب بالشرعية الدولية وعن غطرسة عمياء في التعبير عن دعمهم وانحيازهم لاسرائيل, نزولاً عند عقائد زائفة ومصالح انتخابية آنية.‏‏ ‏

فهذا القرار لمجلس النواب الأميركي يجرد الولايات المتحدة ومؤسساتها الرسمية من كامل مصداقيتها, ازاء تصديها لرعاية عملية السلام, ويعري المواقف الزائفة والمضللة للرئيس بوش حول قيام دولة فلسطينية والادعاء بالسعي لتحقيق السلام في المنطقة.‏‏ ‏

فدعم النواب الأميركي لاسرائيل هو جزء من سلسلة تبدأ بالبيت الأبيض وتنتهي بأصغر مؤسسة سياسية أميركية, ويبلغ هذا الدعم ذروته وفظاعته قبل الانتخابات الأميركية التي تشكل العامل الأساسي والحامل الأمضى بيد اللوبي الصهيوني, لتمرير المطالب الاسرائيلية داخل أوسع المؤسسات السياسية والتشريعية الأميركية تأثيرا على القرار الأميركي.‏‏ ‏

وقرار مجلس النواب هذا لا ينسف عملية السلام فحسب, بل يضع المنطقة على كف عفريت وهو انتقاص واضح من القيمة الديمقراطية الحقيقية لمجلس النواب كمؤسسة تشريعية أميركية .‏‏ ‏

فهذا القرار يوضح أن اسرائيل تعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة لتغيير الواقع على الأرض, على حين تتكفل المؤسسات الأميركية بتغيير ونسف قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرارين 248 و338 ومبدأ الارض مقابل السلام, الذي يلزم اسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة الى خط الرابع من حزيران وتفكيك جميع المستوطنات فيها.‏‏ ‏

والمشكلة أن كل ذلك يتم وسط صمت دولي لاتخرقه سوى بعض الصيحات, وعبث عربي لايزال يتعلق بوهم السلام مع اسرائيل وبرعاية أميركية فاقدة لمصداقيتها.‏‏ ‏

لقد أبى مجلس النواب الأميركي إلا أن يضع لبنة في الحائط المرتفع في وجه السلام, وعلى الأغلب إن الكونغرس لن يفوت هذه الفرصة عندما يعرَض عليه القرار بدعم رسالة بوش لشارون لاسيما انه قادم الى انتخابات ايضا .‏‏ ‏

‏‏ ‏

‏‏‏

 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30392
القراءات: 30395
القراءات: 30393
القراءات: 30396
القراءات: 30394
القراءات: 30396
القراءات: 30393
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30398
القراءات: 30389
القراءات: 30397
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30388
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30395
القراءات: 30394
القراءات: 30397
القراءات: 30392
القراءات: 30396
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30396
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30399
القراءات: 30396
القراءات: 30387
القراءات: 30396
القراءات: 30392
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30392
القراءات: 30395
القراءات: 30396
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30400
القراءات: 30397
القراءات: 30390
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30391

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية