والسبب واضح ولا يحتاج إلى كبير عناء لمعرفته, فها هو الفاتيكان الذي عارض بشدة غزو العراق, يؤكد اليوم أن هذه الحرب لم تجعل لا العراق ولا العالم مكاناً أكثر أمناً, داعياً إلى إعادة سريعة للسيادة لهذا البلد المنكوب.
ورغم الجهود الكثيرة والمتشعبة لتبديد الصورة السلبية حول أميركا, إلا أنها جميعاً باءت بالفشل, حيث قالت اللجنة في تقريرها - وهي مؤلفة من أعضاء جمهوريين وديمقراطيين - إن العداء وصل إلى مستويات مذهلة منذ 11 أيلول 2001 وبعد الحربين التي شنتهما واشنطن على أفغانستان والعراق.
أما داخل أميركا فالصورة ليست وردية على الإطلاق, فآخر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس يؤكد فقدان أغلبية الأميركيين للثقة بزعمائهم السياسيين لأسباب أهمها حرب العراق.
والحل الناجع لتغيير الصورة السلبية في الخارج والداخل يكمن في استبدال السياسات الأميركية الحالية بأخرى, تقوم على احترام الشرعية الدولية وقوانينها, وانتهاج مبادئ تربت عليها أجيال من الأميركيين تدعو إلى العدالة والحرية والمساواة, تجعل من الولايات المتحدة محط أنظار العالم كقوة تغيير إيجابي, تسعى مع الدول الأخرى لتحسين ظروف الحياة على كوكبنا وجعله أكثر أمناً.
وإذا كان مثل هذا الطموح أشبه بالخيال اليوم, فإن دروس الماضي والحاضر كفيلة بجعله واقعاً معاشاً.
لكن, بالتأكيد لا يلزم البشرية معاناة أكثر ولا الأميركيين مآسٍ جديدة ليتيقنوا أن الطريق التي تسير عليها إدارتهم حالياً توصلهم إلى الهاوية, ولو كانت مفروشة بالوعود البراقة.
يقول المرشح جون كيري: (قبل الحرب على العراق أكدت إدارة بوش للرأي العام أن النفط - هناك - يسيل بغزارة).
واليوم ماذا ستقول هذه الإدارة للأميركيين والعالم?! فبدل النفط تسيل الدماء بغزارة, وبدل الإعمار, هناك الخراب, وبدل الأمن تعم الفوضى, ويعتري القلق الدول والشعوب خوفاً من مستقبل مظلم.
تؤكد اللجنة آنفة الذكر أنه يجب عمل الكثير كي تكون لأميركا المكانة التي يجب أن تكون لها في العالم.
كلام صحيح, ولكن هل تصغي إدارة بوش?!