تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاحد 3 /10/2004
محمد علي بوظة
العمليات العسكرية المتواصلة على قطاع غزة والعدوان الواسع والمفتوح الذي تشنه حكومة الإرهابي أرييل شارون,

عبر أضخم استعراض همجي ووحشي للقوة بعد ما سمي عملية(السور الواقي) في الضفة الغربية, تنفذه مئات الدبابات والآلاف من جنود الاحتلال, بمساندة ودعم نيران الطائرات الحربية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وباستهداف لكل مقومات الحياة لديه أوقع منذ ليل الأربعاء وحتى اللحظة في مخيم جباليا وسوقها أكثر من 53 شهيدا ومائتي جريح وتسبب بدمار كبير, تصعيد نوعي خطير وحرب إبادة شاملة تلقي فيها إسرائيل بكل ثقلها من أجل الحسم واستكمال المخطط الجهنمي بالإجهاز على الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته, ومن ثم الانتقال بالمشروع الصهيوني إلى طور آخر في اتجاه تحقيق الحلم التوراتي المزعوم.‏

ما ميز الوضع الملتهب والمتفجر في الأرض المحتلة والقطاع خلال اليومين الماضيين, الدموية والقتل العشوائي والمجاني المفرط, الذي لم يوفر البشر والحجر وطال الأطفال والنساء والشيوخ باستقواء وسادية وتباه, يتطابق في الصور والارتكابات والفظائع وحجم الخراب والدمار, ويتكامل مع المشهد العراقي الآخذ هو الآخر بالمواكبة منحى تصاعدياً أكثر كارثية ودموية وتعميقاً لمأزق السياسة الأميركية ومشروعها, ذاك الذي ما انفك يحاول الإلهاء والتغطية على المذابح والجرائم الإسرائيلية المستمرة وتسويغها, بأكلاف باهظة تدفعها المنطقة والشعب الأميركي المغرر به بشرياً ومادياً وعسكرياً وأخلاقياً..‏

لقد جعل حكام تل أبيب من مسألة التخلص من قطاع غزة ورميه ومئات الآلاف من أبنائه في البحر, وعملية تأديبه وإركاعه وجعله عبرة لجماهير الأرض المحتلة الأخرى وللعرب بصورة عامة, وتحويل مدنه وقراه ومخيماته إلى مناطق منكوبة ومدماة وأرض محروقة, يحتاج إعمارها وتضميد جراحاتها وإعادة تأهيلها لعشرات السنين, فيما لو نفذت خطة شارون المفخخة بفك الارتباط من جانب واحد, أو جرى التراجع عنها مهمة يومية وأولوية ميدانية, تتطلب التسريع والإفادة من الوقت والوضع الدولي السائد, والمظلة العسكرية الأميركية الضاغطة والمتواجدة في العراق, للتعجيل في حسم معركته والعديد من المعارك الأخرى وتحقيق اختراقات ومكاسب جديدة, من شأنها أن تكرس الاحتلال وهيمنته وثقافته وتجعله القوة المطلقة في هذه المنطقة.‏

ورغم هول وفظاعة وضخامة الجريمة الصهيونية المرتكبة والمذابح اليومية الحاصلة, بفعل الاستباحة وعمليات الإغارة والقصف, والتي تشكل وصمة عار في جبين الإنسانية والعالم المتحضر, وتحدياً صارخاً للأسرة الدولية ومواثيقها وقرارات شرعيتها,ما زالت مواقف أولئك المتاجرين بشعارات الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان, واللاهثين وراء توظيفها سياسياً وعملاتياً في الاتجاهات التي تخدم مخططاتهم وأطماعهم الاستعمارية الجديدة, تؤثر الصمت واللامبالاة وتمتنع عن انتقال وإدانة هذه الانتهاكات واتخاذ أي إجراء حيالها, وتصر على أن تجعل من هذه السياسة نوعاً من المكافأة والدعم والتشجيع لإسرائيل والتغذية لعدوانيتها وشهيتها المفتوحة على القتل وإشعال الحرائق والاغتيال المستمر للسلام.‏

لسنا هنا في وارد التحريض واستجداء هذه المواقف وردود الفعل التي لم تقدم على مدار ستة عقود شيئاً للنضال العربي والقضية الفلسطينية وظلت في أحسن الأحوال خجولة ودون فاعلية, وأعجز من أن تضمد جراحات الشعب الفلسطيني وتخفف من آلامه ومعاناته, وتعقيد الحياة لقوافل الشهداء من أبنائه الذين اغتالتهم يد الغدر الصهيونية, وحكمت وتحكم عليهم بالموت, وإنما بصدد التأكيد على ضرورة ووجوب أن تكيل الأسرة الدولية ممثلة بهيئتها ومؤسساتها المختلفة وفي المقدمة مجلس الأمن بمكيال واحد, وأن تنتصر ولو لمرة واحدة لمبدأ الحق والعدل والسلام في هذا الجزء المضطرب والمتفجر من العالم, ولقرار واحد من أكثر من ستمائة قرار متراكم لشرعيتها, ما زالت تنتهك في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع الدنيا, وترفض إسرائيل بعناد وتحد صفيق تنفيذها, وتجد مع الأسف الشديد طرفاً متنفذاً أو مؤثراً في الساحة الدولية يحميها ويشهر الفيتو في وجه أي مساءلة ومعاقبة لها أو محاولة لكبح جماح فلتانها وعربدتها وتهديدها للسلام.‏

 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30395
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30386
القراءات: 30382
القراءات: 30389
القراءات: 30384
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30394
القراءات: 30386
القراءات: 30383
القراءات: 30386
القراءات: 30391
القراءات: 30386
القراءات: 30384
القراءات: 30392
القراءات: 30386
القراءات: 30386
القراءات: 30383
القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30399
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30383
القراءات: 30386
القراءات: 30382
القراءات: 30399
القراءات: 30388
القراءات: 30382
القراءات: 30385
القراءات: 30386

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية