لاشك في أن النتائج ستكون كارثة مفجعة تحل بالشعب الفلسطيني, لأن العدوان وفق عمليات القتل المنظم والتدمير المبرمج والقصف العشوائي الشامل للأحياء السكنية والمخيمات ,يتخذ شكل حرب الابادة الجماعية والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني.
وفي الهدف الاستراتيجي لهذه الحرب القذرة, نجد أنه يكمن في قتل الروح المعنوية للشعب الفلسطيني من خلال استهداف شبابه المقاوم وممارسة سياسة الترويع والارهاب القاتل بحق هذا الشعب وحرمانه من أبسط مقومات الحياة, لئلا يبقى لديه أي قدرة على المقاومة والتصدي للاحتلال, وهذا الهدف نفسه هو الذي جيء بشارون الى رأس السلطة في إسرائيل لأجله, وإلا فبم يفسر إصرار شارون على تصعيد حربه المفتوحة ضد الفلسطينيين وارتكاب أبشع المجازر وجرائم الحرب والقتل الفردي والجماعي في كل مدن الأراضي المحتلة ومخيماتها على مدار أربع سنوات متواصلة استخدمت فيها الأسلحة المحرمة دولياً ونجم عنها سقوط آلاف الضحايا وجرح عشرات الآلاف, فضلاً عن خضوع الآلاف المؤلفة لحالات اعتقال وتعذيب وإهانة..?
وفي التوصيف القانوني لعمليات القتل المنظم والتدمير والملاحقة والتجريف والاعتقال التعسفي,فإن أقل مايقال فيها أنها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية تصدر عن قوة احتلال وتستهدف إبادة شعب بكامله وفق سياسة ممنهجة تتلطى وراء منظومة من الذرائع والأكاذيب ليس أقلها ( مكافحة الارهاب وحماية الأمن الإسرائيلي ) وتستند إلى دعم مادي وسياسي لاحدود له من الحليف الأميركي, يمد هذه السياسة بكل وسائل القوة التي تحتاجها لممارسة جرائمها البشعة, ويوفر لها غطاء الحماية المطلوب للحيلولة دون قيام المجتمع الدولي بأي محاولة لردعها أو محاسبة المسؤولين عنها.
وأكثر من هذا فإن أميركا التي تدعم حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وتغض الطرف عن نتائجها الكارثية بحق هذا الشعب, وتتجاهل حقيقة أن الاحتلال الإسرائيلي هو أصل الارهاب والصراع وكل معاناة المنطقة, تختلق الأكاذيب عن انتهاكات لا أساس لها للقانون الدولي في دارفور, وتصف الوجود السوري في لبنان رغم حصوله بطلب من الشرعية اللبنانية,ورغم ماشكله من ضمان لأمن لبنان واستقراره, على أنه احتلال, وتوظف كل ثقلها في مجلس الأمن من أجل استصدار قرار خاطىء يستهدف شرعنة سياستها الرامية الى تفكيك العلاقة السورية-اللبنانية خدمة لمصالحها وللأطماع الإسرائيلية, وتغطية لاخفاقها الذريع في السيطرة على العراق واستخدامه نقطة انطلاق لإعادة هيكلة المنطقة بما ينسجم مع نزعتها الامبراطورية في الهيمنة على العالم.
إن العدوان الإسرائيلي المفتوح على الشعب الفلسطيني يشكل تحدياً سافراً للمجتمع الدولي, لجهة انتهاكاته الفظة لميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الانسان, ولجهة تأكيده لتمرد إسرائيل على الارادة الدولية وتهديده للاستقرار الإقليمي والسلم الدولي,واذا كان من مهمة ملحة للأمم المتحدة بعيداً عن دفعها للتدخل في الشؤون الداخلية والمسائل السيادية للدول على نحو ما ترغب أميركا والسائرين في ركاب سياستها, فهي مواجهة هذا التحدي الإسرائيلي عبر العمل على ردع العدوان ومحاسبة المسؤولين عن جرائمه الوحشية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته المستقلة.
مطلوب من الأمم المتحدة أن تفعل هذا الآن وليس غداً من أجل إثبات مصداقيتها وانسجام دورها مع ميثاقها ومبادئه, ومن أجل صون السلم والأمن الدوليين.