تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين 4 /10/2004
مصطفى المقداد
لا يستطيع أي مواطن أن يفهم تصريحات المسؤولين بشأن توفر المازوت في الوقت الذي يلاحظ فيه بأم عينيه اللوحات الموضوعة عند مدخل معظم محطات البترول,

والتي تشير صراحة إلى عدم توفرها, كما يلاحظ وجود عشرات الميكروباصات المتوقفة في جنبات المدينة بحجة عدم توفر المازوت في المحطات.‏

وبالرغم من إيماني بوجود احتياطي كاف من المازوت في مستودعاتنا, إضافة إلى عقود التوريد المنتظمة خلال الشهور القادمة, واستمرار مصفاتي حمص وبانياس بإنتاج المادة وفق الخطط الموضوعة, لكنني لا أعرف كيف أبرر وجود تلك الأزمة, في الوقت الذي تقوم به وزارة النفط عبر الشركة العامة لتوزيع المحروقات, بطرح كميات إضافية تفوق حجم الطلب المعتاد في الفترات المقابلة من الأعوام السابقة, مع الأخذ بالحسبان معدل الزيادة المواكب للنمو السكاني والنشاط الاقتصادي الوطني.‏

وفي مقارنة بسيطة ما بين حجم المازوت الموزع في مدينة دمشق وحدها للمنازل خلال الشهر الماضي, وبين الكمية الموزعة في الشهر نفسه من العام الماضي, نجد أن الكمية الموزعة خلال الشهر الماضي تتجاوز 3.2 ملايين ليتر مقابل قرابة 700 ألف ليتر خلال العام الحالي.‏

وقد قامت صهاريج سادكوب بإيصال هذه الكميات إلى منازل المواطنين, في خطوة استباقية لإبعاد شبح الخوف من فقدان أو غلاء المازوت, ولكن بالرغم من الزيادة في حجم التوزيع فقد ظهرت الأزمة واضحة في كثير من المواقع. فما هو سببها? وهل يمكن علاجها?‏

مختصر الموضوع أن الأحاديث والإشاعات التي تم تداولها خلال الشهر الماضي بشأن ارتفاع أسعار المازوت دفعت بالكثير من المواطنين للإسراع في تأمين احتياجاتهم للشتاء القادم, وربما يكون هذا العامل قد أسهم قليلاً في ظهور ملامح الأزمة, لكن الحقيقة الكامنة خلف تلك الإشاعات تتلخص في تنامي عمليات التهريب المنظمة إلى دول الجوار, في مسعى للاستفادة من الفوارق السعرية الكبيرة, ما بين المازوت المدعوم وطنياً, وبين السعر العالمي في الدول المجاورة. واستطاعت الجهات المختصة ضبط مخالفات وعمليات تهريب كبيرة في أكثر من محافظة, وارتبطت زيادة تهريب المازوت بالارتفاع الكبير في أسعار النفط على المستوى العالمي, إذ يباع الليتر بأكثر من ثمانية أمثاله.‏

ومن المعتقد أن الإجراءات التي رتبتها كل من وزارات النفط والاقتصاد والداخلية والهيئات الإدارية والجمارك وغيرها قد حدت من عمليات التهريب الكبيرة وإن كانت لم تقض عليها نهائياً, لكن المتضررين يحاولون الإيحاء بوجود أزمة تجبر شركة سادكوب على زيادة الكميات المطروحة ليصار إلى تهريبها خارج الحدود على حساب الدعم المقدم للمستحقين من مواطنينا. فالمشكلة ضرب من ألاعيب الفساد الذي يشكك بالأعمال المنتجة, ولا أعتقد أن مواجهته والانتصار عليه أمر صعب..‏

 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30390
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30395
القراءات: 30402
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30395
القراءات: 30385
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30381
القراءات: 30391
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30393
القراءات: 30391

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية