تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الثلاثاء 5 /10/2004
عبد الحميد سليمان
في يوم خريفي جميل, كانت الشمس تنشر أشعتها على تلك القمم والسهول كما في كل يوم, حيث ينتظر الرجال ساعة الصفر للانطلاق باتجاه الهدف, كان كل شيء على الجبهة السورية يوحي بالهدوء والحياة الطبيعية, وكانت الأنظار شاخصة إلى تلك الأرض التي اغتصبت ودنستها أقدام الغزاة الصهاينة, فالهدف هو التحرير واستعادة الأرض.

كان الإعداد لحرب تشرين التحريرية يتم بهدوء وبسرعة تامة, والناس يمارسون حياتهم العادية, وأفراد قواتنا المسلحة يجرون تدريباتهم بشكل اعتيادي حتى ساعة الصفر والانطلاق بعد ظهيرة السادس من تشرين الأول عام .1973‏

فقد انطلقت جحافل المقاتلين من قواتنا المسلحة السورية ,بالتنسيق والتعاون مع القوات المسلحة المصرية لتحرير الأرض والإرادة وإنهاء حالة اليأس والإحباط بعد نكسة حزيران عام .1967‏

فهي حرب عادلة لأننا أصحاب حق ,والله ينصر من كان على حق مهما امتد الزمن وطالت يد الطغيان, فحرب تشرين التحريرية خضناها دفاعاً عن الإنسان والأرض وعن الكرامة والوجود ضد غزوة عنصرية استيطانية استهدفت وجودنا القومي ومستقبل أمتنا وحضارتها, فكانت حرباً عادلة وإنجازاً تاريخياً لشعبنا, بل هي الإنجاز الأكبر في العصر الحديث.‏

يقول الرئيس الخالد حافظ الأسد, الذي خطط لحرب تشرين وقادها بكل إيمان بعدالتها: (لسنا هواة قتل وتدمير, إنما نحن ندفع عن أنفسنا القتل والتدمير, لسنا معتدين, ولم نكن قط معتدين, لكننا لا نزال ندفع عن أنفسنا العدوان, نحن لا نريد الموت لأحد, إنما ندفع الموت عن شعبنا, إننا نعشق الحرية ونريدها لنا ولغيرنا, وندافع اليوم كي ينعم شعبنا بحريته, نحن دعاة سلام ونعمل من أجل أن نعيش بسلام..).‏

بهذه الكلمات الخالدة وصف الرئيس الخالد حافظ الأسد حرب تشرين, وهذه رؤيته للحرب العادلة التي غايتها الدفاع عن شعبنا لينعم بالحرية والسلام.‏

هي حرب من أجل الحرية والسلام ومن أجل أن ينعم الجميع بالسلام على أسس القانون الدولي ومبادىء حقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية.‏

ولأن حربنا عادلة, فقد وقف الشعب بمختلف شرائحه خلف قواتنا المسلحة يشد أزرها ويقوي عزيمتها ويحمي المنشآت والمعامل والمصانع, ويقف خلف الآلات وفي الحقول وفي كل مواقع العمل والإنتاج.‏

كما وقف الشارع العربي والحكومات العربية وكل المناصرين للحرية والسلام إلى جانبنا في تلك الحرب المقدسة.‏

الحياة كانت تبدو عادية, والناس يتابعون أخبار المعارك على الجبهة من خلال إذاعة دمشق لأنها كانت المصدر الموثوق للجميع, والبيانات العسكرية كانت تذاع بكل هدوء دون مبالغة أو تهويل, بل تعتمد المعلومة الصحيحة والأرقام الدقيقة, فكانت موضع ثقة المواطنين في الداخل والخارج ومصدراً للمعلومات لكل متتبع.‏

البيانات العسكرية كانت تنشر في الصحف وتنشر معها صور المعارك في البر والبحر والجو.‏

الأطفال لم ينتابهم الخوف, بل كانوا يتابعون من أسطحة المنازل كيف تحول وسائط دفاعنا الجوي وطائراتنا المقاتلة طائرات العدو إلى كتل مشتعلة تبقي سماءنا عصية على الأعداء.‏

وكانت الأغنية المميزة التي تذاع من إذاعة دمشق قبل وبعد البيانات العسكرية هي أغنية فيروز (خبطة قدمكم عالأرض هدارة) هذه الأغنية كان لها وقعها المؤثر لدى الجميع, وكأنها تصور حماس واندفاع المقاتلين الأبطال وهم يندفعون بدباباتهم وآلياتهم فوق أرض الجولان الحبيب ليحرروه من الغزاة المعتدين.‏

أيام لا تنسى يفوح عطرها من ربيع تشرين, الذي أزهر شقائق النعمان لتلون ذاك التراب الطاهر بالنجيع الأحمر القاني, وتزين أكاليل الغار جباه الأبطال المنتصرين الذين صنعوا مجداً عظيماً لأمتهم.‏

فتحية إلى شهداء تشرين وإلى أرواح شهدائنا في كل المعارك, وتحية إلى قواتنا المسلحة الباسلة سياج الوطن ودرعه الحصين, وتحية إلى روح القائد الخالد حافظ الأسد قائد حرب تشرين التحريرية وصانع انتصاراتها, وعهداً سنبقى نواصل الالتزام بروح تشرين بقيادة الرئيس بشار الأسد لتحقيق النصر والسلام العادل والشامل.‏

 

 عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان

القراءات: 30385
القراءات: 30378
القراءات: 30390
القراءات: 30379
القراءات: 30388
القراءات: 30382
القراءات: 30386
القراءات: 30382
القراءات: 30386
القراءات: 30384
القراءات: 30385
القراءات: 30384
القراءات: 30382
القراءات: 30388
القراءات: 30385
القراءات: 30381
القراءات: 30392
القراءات: 30386
القراءات: 30382
القراءات: 30386
القراءات: 30381
القراءات: 30384
القراءات: 30383
القراءات: 30382
القراءات: 30383
القراءات: 30388
القراءات: 30378
القراءات: 30382

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية