تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الثلاثاء 5 /10/2004
نبيه البرجي
يقول المفكر الفرنسي الكسي دو توكفيل الذي وضع في العام 1834 كتابه الشهير حول الديمقراطية في أمريكا: (الديمقراطية مثل أولاد الأزقة تربي نفسها بنفسها...)

وكان أن علق جون شتاينبك, صاحب (عناقيد الغضب), في وقت لاحق جدا, بالقول: (ولكن يفترض بأولاد الأزقة هنا, وهم حفاة, أن تكون أقدامهم من ذهب).‏

يصرخ مايكل مور: (إنهم يحاولون إقناعنا بأن الله صنع كل هذه الوحول?).‏

لنتنبه للأمر: أن الوحول مرصعة بالذهب. أحيانا, بل أحيانا كثيرة, إنها مرصعة بالدم. الآن, مرصعة بالضوء, وإلا كيف تلعب الشاشة بالرأي العام? لا أحد يكترث موريسون, الحائزة جائزة نوبل, وهي تكتب: (يقال للناخبين .... أيها السادة القردة).‏

ها إنها تعثر على الحل: إن والت ديزني, لا الملائكة كما يقول توماس جيفرسون, هي التي اخترعت الديمقراطية في أمريكا..‏

علمتم أنه في المناظرة الأولى, طلب فريق الرئيس جورج دبليو بوش أن تكون منصته بعيدة عن منصة السناتور جون كيري ثلاثة أمتار حتى لا يظهر أمام الرأي العام أقصر قامة من منافسه...‏

لنعد إلى مايكل مور: (عادة, اتصور, في مثل هذه المناظرات, أنني أمام حفل لمصارعة الثيران. كل منهما له فلسفته في تحطيم العالم ولو بفرشاة الاسنان). المهم, أخيرا, أن يتحطم العالم, وهو يتحطم...‏

إذاً, علمنا أن ريتشارد نيكسون خسر أمام جون كيندي لأنه ظهر في بزة رمادية أمام حائط رمادي, فبدا كما لو أنه جزء من الحائط, فيما كان المفروض أن يظهر جزءا من ناطحة سحاب أو جزءا من قاذفة قنابل.‏

جيمي كارتر خسر أمام الكاميرا! لأن درجة حرارة الاستديو كانت هائلة. وحين اعترض, علق ريغن أن الآتي من هوليوود (ومن المكارثية التي طاردت حتى تشارلي شابلن): (إذا, من الأفضل أن تظل في الثلاجة). بالفعل ذهب به الناخبون إلى الثلاجة وبقي هناك..‏

هذه مسألة مزاج. قلنا امبراطورية ديزني لاند. حين ظهر جورج دبليو بوش أمام آل غور, قال البعض إن المرشح الجمهوري كان عبارة عن (ثوب معلق في العراء). دربوه على كل شيء. بالدرجة الأولى كيفية الهروب من الاسئلة لأنه لا يستطيع الإجابة حتى على سؤال من نوع:( ما هو اسم رئيس جمهورية المريخ), لكن الخبراء في الرأي العام (وغالبا ما يشبه الرأي العام السراب) قالوا: إن بوش تفوق على غور لأن الأمريكيين يريدون رئيسا هو عبارة عن سروال جينز وفي داخله رجل...‏

قلنا, إنها الديمقراطية المرصعة بالذهب. حتى الآن, أنفق المرشح الجمهوري ربع مليار دولار. هذا حدث أمام الملأ. وراء الملأ أضعاف أضعاف المبلغ. هل قلتم إن الديمقراطية تربي نفسها بنفسها مثل أولاد الأزقة. ولكن في بلدان كثيرة, الكلاب تأكل أولاد الأزقة. هنا, الضباع تأكل أولاد الأزقة, ثم تظهر الكرة الأرضية في (لو كنار انشينه) على شاكلة طبق الهوت دوغ. هل تريد الضباع الطبق ساخنا أم باردا?‏

ساخنا أفضل, وإلا ذهبت جثثنا هباء!!‏

تابعنا بدورنا المناظرة, دخلنا بحواسنا الخمس اللعبة. حاستنا السادسة كانت تذرف الدموع! هل امبراطوريتكم العزيزة بحاجة إلى... غاسلي أطباق?‏

 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 30383
القراءات: 30388
القراءات: 30381
القراءات: 30387
القراءات: 30381
القراءات: 30384
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30388
القراءات: 30385
القراءات: 30384
القراءات: 30381
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30382
القراءات: 30397
القراءات: 30395
القراءات: 30382
القراءات: 30379
القراءات: 30390
القراءات: 30386
القراءات: 30392
القراءات: 30392
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30384

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية