في الانتفاضة الأخيرة التي بدأت بتحدٍ استعراضي عنصري وصفة الإسرائيليون أنفسهم أنه بعيد عن المسؤولية يوم دخل (رجل السلام) شارون عنوة الى المسجد الأقصى محمياً بالجنود الإسرائيليين, لتحدي المسلمين فقط دون أي مبرر آخر.. تجاوز, عدد القتلى ال¯ /3000/ بكثير وبينهم من الأطفال فقط /780/ طفلاً, وتدمير /4339/ منزلاً تدميراً كاملاً.. في حين لحق الأذى بنحو /72/ ألف منزلٍ.
أليس هؤلاء بشراً?! أليست تلك بيوتاً ومساكن?!
لماذا كل ذلك..?
ولماذا نكون عديمي الحقوق..?
ولماذا تعمى الأبصار عن رؤيتنا..?
كيف يمكن لكل ذلك أن يعجز عن تشكيل المشاهد المروعة, أو كيف لا يبدأ منه تاريخ الإرهاب بشكله الأقسى والأعنف.. أن ذاكرتنا عجزت عن المزيد.. ولولا الثقوب التي أحدثتها العنف المستمر والإرهاب الدائم والقتل الاختياري وتدمير المساكن.. لتذكرنا الكثير..
إن العرب الذين يهدر دمهم يومياً وتخرب بيوتهم وتحتل أراضيهم, هم أصحاب مصلحة أكيدة في السلام والأمن والحرية والديمقراطية.. وليس لتأكيد أي مضمون لأي من هذه المصطلحات تتخذ بحقهم كل تلك الإجراءات وتقترف ضدهم كل تلك الجرائم .
وذاكرتنا المحررة من القسر الإعلامي الدعائي المسلح.. وهي تتذكر الأحداث الرهيبة يوم الحادي عشر من أيلول ..2001 وتبكي الآلاف من الأبرياء الأميركيين, لايمكنها أبداً أن تنشغل عن عشرات الآلاف من العرب رجالاً وأطفالاً ونساء في العراق وفلسطين وقريباً في السودان وغيرها.
ليس لدينا أبراج ضربتها طائرات تحت سيطرة الإرهابيين القتلة.. ولكم أوجعنا ماحصل.. لكن.. لدينا مساكن متناثرة تقترب سقوفها من الأرض تأوينا ,تهدم فوق رؤوسنا.. ولو حسبوها وعامدوها لشكلت أبراجاً وأبراجا?! يمكن لتدمير وقتل من فيها أن يشكل بداية أخرى للتاريخ?! إذاً كلانا ضحية للإرهاب, ومعنيون بمحاربته, وعلى ذلك ينبغي أن يكون الحوار.