تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين 13/9/2004
علي نصر الله
إذا كان صحيحاً أن مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والمصالح السياسية والاقتصادية تحكم العلاقات الدولية, فإن الصحيح أيضاً أن ذلك لا يعني أن جميع الدول تتمتع بعلاقات طيبة مع بعضها البعض, ذلك أن العديد من دول العالم تظهر في كثير من الأحيان عدم التزام بالميثاق الدولي وتغلب لغة المصالح على لغة القانون وتضرب عرض الحائط بأسسه ومبادئه التي أجمعت عليها الأسرة الدولية وأقرتها في وقت سابق من القرن الماضي.

غير أن قاعدة الحوار - وعلى الرغم من رفض البعض لها - تبقى الملاذ لحل الخلافات والمشكلات القائمة والعالقة بين الدول, وسورية من الذين يؤمنون بأن الحوار كفيل بإزالة أسباب التوتر وعدم الاستقرار في العلاقات الدولية, وتنظر إليه كقاعدة وضمانة أساسية لحل أعقد الخلافات والتوصل إلى أفضل النتائج.‏

كما أن سورية التي تؤمن بالحوار وتتطلع إليه بروح ايجابية تعتقد بضرورة توفير الأرضية المنطقية الصالحة له, من أنه يجب أن يقوم على مبدأ الاحترام المتبادل بين الجانبين, ويستند إلى قاعدة صلبة أساسها ميثاق الأمم المتحدة والقوانين والقرارات الدولية, وهدفها إيجاد الحلول المناسبة والعادلة للقضايا المطروحة والمشكلات القائمة, وبالتالي إقامة أفضل علاقات الشراكة والتفاعل الحضاري الحي بين الشعوب.‏

وإن ما جرى بالأمس من تأكيد في ختام مباحثات السيد الرئيس بشار الأسد مع السيد وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط على مبدأ الحوار وضرورة استمراره وتعميقه بين سورية والولايات المتحدة, بهدف إيجاد الحلول البناءة للمسائل القائمة بينهما, يشكل في الحقيقة جزءاً من استراتيجية الحوار والانفتاح على الآخر التي تؤمن سورية بها, وتعتقد بأهميتها وجدواها في تحقيق النتائج المرجوة.‏

وإذا كان بيان وزارة الخارجية الذي صدر عقب انتهاء محادثات السيد بيرنز الرسمية في دمشق, قد لفت إلى أنه يرى في تركيز الجانب الأميركي على مسألة التعاون بشأن العراق نقطة إيجابية, فإن ذلك يعود إلى أن سورية كانت تدعو على الدوام إلى ضرورة التعاون بين الأطراف المعنية بالمنطقة من جهة, وبين القوى الدولية والاقليمية من الجهة الأخرى, تحت مظلة الأمم المتحدة, وفي ظل القانون الدولي لحل جميع المشكلات الناشئة, وبما يحافظ على سيادة واستقلال العراق ويصون وحدته الوطنية.‏

إن سورية التي تؤمن بقاعدة الحوار, والتي دعت في الماضي - ولا تزال تدعو - إلى حوار الحضارات, تتطلع لحوار بناء أعم وأشمل بين الغرب والشرق وبين الجنوب والشمال, بهدف التوصل لحلول إنسانية وسياسية منصفة, بدءاً من وجوب إنهاء الاحتلال ومظالمه, مروراً بمكافحة آفة الإرهاب كظاهرة دولية, وانتهاء بحل مشكلات الفقر والجوع, إضافة إلى المشكلات البيئية والصحية في العالم.‏

وليس من قبيل المصادفة أن يؤكد السيد الرئيس بشار الأسد غير مرة على الحوار مع الولايات المتحدة, وكان آخرها في حديثه إلى قناة الجزيرة القطرية مطلع أيار الماضي, وفي المقابلة التي أجرتها مع سيادته صحيفة الشعب الصينية عشية زيارته التاريخية إلى بكين في حزيران الماضي, وإنما إيماناً منه بجدوى الحوار قاعدة وسبيلاً إلى إعادة العلاقة السورية - الأميركية إلى الشكل الإيجابي وباتجاه الاستقرار, خاصة أن داخل الإدارة الأميركية تيارات تعتقد بأهمية دور سورية في المنطقة وبأهمية الحوار معها.‏

 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30391
القراءات: 30379
القراءات: 30391
القراءات: 30392
القراءات: 30391
القراءات: 30380
القراءات: 30394
القراءات: 30391
القراءات: 30388
القراءات: 30391
القراءات: 30391
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30384
القراءات: 30399
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30394
القراءات: 30386
القراءات: 30392
القراءات: 30395
القراءات: 30391
القراءات: 30392
القراءات: 30393
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30394
القراءات: 30393
القراءات: 30383

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية